الثورة – سلوى اسماعيل الديب:
اختصر سنين حياته بلوحات هي نجوى روحه، ووجع اعتصر قلبه، ولحظات فرح وثقها من خلال أعماله، إنه الفنان “محمد ديوب” المغترب الغائب الحاضر الذي لم يفارق الوطن برغم شراسة الهجمة على وطنه الأم، ففي كل عام يقيم معرضاً فنياً في سورية، كنوع من الوفاء للمكان الذي أقام فيه أول معرض يحاول كل فترة إقامة معرض في صالة الشعب فنحن أمام معرضه الفردي 17 في صالة اتحاد الفنانين التشكيلين في حمص، وله مشاركات كثيرة في معارض جماعية.
تميز المعرض بحضور أربعين لوحة من أعماله في فترات زمنية مختلفة من 1997 حتى 2001، وضم أيضاً خمسة عشر عملاً حديثاً، ولدى “ديوب” مشروع فني بيئي حديث أطلقه للإعلام قبل المعرض، هو إعادة تدوير مخلفات البيئة، كونه عضواً في جمعية أصدقاء البيئة..
عند التدقيق في أعماله نلاحظ سيطرة الحبر الأسود على أغلب اللوحات، ليقول “ديوب”: اعتمد اللون الأسود كلون أساسي في لوحاتي لوجود الفحم والرصاص في الطبيعة، وكما هو واضح في أعمالي أنني في مراحل سابقة كنت أعتمد الألوان المائية ثم الزيتية، والاكرليك، فأنا استخدم المواد الطبيعية، وابتعد عن المواد الجاهزة حتى في الأكرليك.
وأضاف: استخدم الألوان الترابية وأقوم بتثبيتها بمواد خاصة توصلت لها من خلال تجاربي، لها صفة الديمومة، لأن الأكرليك له عمر زمني وحتى الألوان الزيتية خلال فترة تتأكسد، أزعم بأن ما توصلت له سيجعل اللوحة تبقى لسنين أطوال دون أن تتأثر..
وأنا أعمل بعفوية فبداية العمل تختلف عن نهايته، وعملي بعيد عن أي مدرسة سواء الانطباعية أم التعبيرية أو غيرها، هذه المدارس في تلك الفترة كانت ثورة فنية انتهت، يوجد الآن تجريد أو حداثة أو ما بعد الحداثة.
أما عن إحساسه بالغربة في لوحاته فقال: أنا لا أعتبر نفسي مغترباً كوني أُقيم في بلد عربي، أنا مؤمن بوحدة الوطن العربي من المحيط للخليج، ولم أشعر خلال وجودي في الإمارات العربية بالغربة بسبب تقدير الحكومة لعملي وتقدير أصدقائي لفني، وأنا لم انقطع عن وطني حتى خلال الأزمة.
اتسمت لوحاته بالتنوع ففي نفس اللوحة نرى التعبير والتجريد والانطباعية، ولا يوجد في لوحاته وجوه واضحة إنما وجوه ضبابية وبعيدة عن الملامح المباشرة، الأنثى موجودة بأغلب لوحاته، من منطلق أن الحياة أنثى وهي محور الحياة.
وفي جزء آخر من المعرض نرى العمارة تضج بالملحمية حتى في المنازل، فنرى في لوحاته آثار معلولا و العمارة الخليجية، وقد زاوج بين العمارة والوجوه، ونرى أنه خلال لوحاته كسر قاعدة اللوحة المربعة أو المستطيلة، فأخذت لوحاته شكل الدائرة، من باب رمزي إن الدائرة مرتبطة بالكون..
وأشارت سميرة مدور لرغبة ديوب بلقاء جمهور حمص من خلال معرضه الفني وأضافت: صالتنا تحتضن فنانينا في داخل سورية وخارجها، ومعرض ديوب غني باللوحات ما يدل على نشاط الفنان في تقديم أعمال متنوعة، امتازت ألونه بالهدوء..
أما الفنان حسين أسد قال: لدى ديوب أسلوب تعبيري جميل جداً، ومجمل اللوحات تعبر عن حالات نفسية، والوضع المأساوي، دليل ذلك حركة الأشخاص واللون الأسود نلاحظ إدخال الفنان الكولاج في بعض لوحاته وهي تقنية قديمة.