الثورة – سامر البوظة:
منذ خروجها من الاتحاد الأوروبي مطلع العام الجاري, تعيش المملكة المتحدة أزمات ومشاكل متلاحقة في ظل ظروف سياسية واقتصادية شائكة ومعقدة من انقطاع للمواد الغذائية والأدوية ونقص للمواد الأساسية وارتفاع في معدلات البطالة, وغيرها من الأمور التي زادت الضغوط على حكومة بوريس جونسون الذي يجد نفسه محاصراً مجدداً أمام تلك الأزمات، وسط حالة من الغضب تسيطر على الرأي العام البريطاني جراء تراكم فضائحه السياسية والحزبية, مع تزايد المطالبات باستقالته, في وقت تواجه فيه الحكومة البريطانية حاليا أزمة حادة وتمرداً كبيراً من نواب حزب “المحافظين” في ظل انتقادات شديدة لأداء جونسون خاصة بما يخص متحور “أوميكرون” والقيود التي يخطط لفرضها إضافة إلى طريقة تعامله مع فضيحة حفل عيد الميلاد, الأمر الذي بات يشكل تهديداً جدياً لمستقبل جونسون السياسي وقيادته “للحزب”, خاصة بعدما خسر الحزب الانتخابات الفرعية في دائرة “نورث شرو بشاير”.
يأتي ذلك في وقت يواجه فيه جونسون هجوماً حاداً وانتقادات واسعة على عدة جبهات في الأسابيع الأخيرة، بسبب فضيحة حفلة عيد الميلاد العام الماضي في مقر رئاسة الحكومة في “10 دوانينغ ستريت”، دون مراعاة الإجراءات الصارمة في العام 2020، بالإضافة إلى موضوع تجديد شقته، خصوصاً بعدما عاود المستشار المستقل لرئيس الحكومة للأخلاقيات والتزام القواعد الوزارية اللورد غايت، تحقيقه في طريقة تمويل إعادة تصميم ديكور الشقة الداخلي.
موجة الفضائح السياسية والحزبية المتراكمة وضعت جونسون أمام أزمة حقيقية, وكانت سبباً في تراجع مستوى التأييد الشعبي له ولحزبه “المحافظ” الحاكم إلى مستويات غير مسبوقة, وبحسب استطلاع جديد للرأي أجرته مؤسسة “يوغوف”، لصالح صحيفة “التايمز”, فإن شعبية جونسون تحديداً انخفضت إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق، لتصل إلى 42 نقطة، بعدما فقد جمهور الناخبين الثقة به, وفى ضربة أخرى لجونسون، أشار الاستطلاع إلى أن حزب العمال متقدم بفارق أربع نقاط بنسبة 37بالمئة مقابل 33بالمئة للمحافظين, الأمر الذي أكده أيضاً المسح الذي أجرته صحيفة “دايلي ميرور” والذي يظهر تقدم حزب “العمال” ستة نقاط مئوية على حزب المحافظين، بنسبة 40بالمئة مقابل 34بالمئة.
وكان استطلاع أجراه معهد “أوبنيوم” لحساب صحيفة “أوبزرفر” أظهر تراجع التقييم الشخصي لجونسون إلى أدنى مستوى له منذ الانتخابات، منخفضا 14 نقطة عما كان عليه الحال قبل أسبوعين, فيما قال 57 في المئة من الناخبين إنهم يريدون منه الاستقالة ارتفاعاً من 48 في المئة، وأظهر الاستطلاع أن دعم المحافظين الذين كانوا قد حققوا فوزاً ساحقاً في انتخابات 2019, انخفض أربع نقاط.
وأكدت نفس استطلاعات الرأي أن 59 بالمئة من البريطانيين يعتبرون أن البريكست في أزمة، وأن 69 بالمئة من المشاركين في سبر الآراء يعتقدون أن الحكومة البريطانية أساءت التقدير في مسألة سائقي الحافلات من الأجانب الأوروبيين، وهو ما يدل على أن الأزمة بين بريطانيا وأوروبا لن تلقى حلولاً سهلة دون تنازلات من الجانبين.