الملحق الثقافي:كاترين محمد سقر:
أحلام متطايرة ، وأيام وذكريات تقف على سفح رامةٍ فلا هي بميّتة حتى تسقط سهواً، ولا باقية حتى تخطو للوراء وتعود نهاية العام، سماوات صافية تُشعرك لبرهة أنها ستنكسر من شدة الصقيع. هموم وأحزان تعلق نفسها على أماني السنة الجديدة عساها تندثر. الكثير من التمنيات بعام أفضل، وأضعاف من دعاوى الأمهات ولمساتهم المُضافة على كل نجاح.
تقف الأحلام الفائتة على جانب طريق مهجور، ترمقك بنظرات حادّة وترقبك بأعين يملؤها العتاب، تكاد تتلفظ بشدة حسرتها منك لعدم قدرتك على تحقيقها، وفي الوقت ذاته تشعرك ببعض الحنان الممزوج بتفاؤل بسيط يقول إنك قادر على كل ذلك في الوقت القادم.
الكثير من السُّتر الحمراء، وقبعات بابا نويل، وعشرات الأطفال تنادي بالأمل في الشوارع، ضحكاتهم عالية وصاخبة، ورجال الثلج خاصتهم يملؤون الأمكنة، براءة وجوههم وابتساماتهم تُشعرك بأنه لا بأس في هذا العالم وأن الحزن مجرد خرافة.
نهاية العام، اجتماع العائلة في غرف صغيرة، دفء حنانهم المنبعث يطغي على الموقدة في الزاوية.
شهر المطر والبرد، شهر غيبوبة الشمس اللامنتهية في حَضرة حبيبات البَرد هذه وقطرات المطر تلك.
تجتاح التوقعات وكلام علماء الفلك المنازل، كما الضبابة التي خيّمت على البلدة، تملأ التنبؤات الأماكن لبداية تكاد معروفة لدى الكثير منا.
(ديسمبر) وادٍ عميق ما بين نهاية حزينة، وبداية مُستهلكة تستنزفنا قبل مجيئها حتّى!
في هذا الشهر لا تموت الأيام ولا الأحلام، تبقى مركونة داخلك، تراقبك عساك تكون أقوى وأصلب العام القادم، تهمس لك شجرة الميلاد: أريدك سعيداً ديسمبرَ القادم وستكون كذلك.
التاريخ: الثلاثاء11-1-2022
رقم العدد :1078