“صناعة النصر” رهانٌ فردي في مواجهة التقصير.. “الحرب الأخرى”

 

 

بقلم: الدكتور مازن سليم خضور:

يمكن القول إن “الحرب” ببعض صورها التقليدية قد انتهت في البلاد، لكن دون أن تتوقف، ويبدو أن سنوات الحرب الطويلة رسخت في نفوس أهلها مقدرة دائمة على خلق حالة استثنائية ضمن ظروف الواقع الحالي، شكلت ما يشبه “الجبهات المختلفة لصناعة النصر”.
مواقع التواصل الاجتماعي تناقلت مؤخراً بشكلٍ متتال صورة متنوعة يمكن الإشارة ضمن مفهوم “صناعة النصر” المتجدد رغم كل الظروف:

الصورة الأولى كانت توثق لحظة من يوم عمل لأحد عمال مجلس مدينة اللاذقية يقوم بالغطس ضمن بركة “مياه” تراكمت نتيجة العاصفة المطرية التي شهدتها المحافظة في وقت سابق و تسببت بإغلاق مدخل المدينة في منطقة “الكراجات” بالإضافة إلى انجراف بالتربة وسقوط أشجار أدت إلى انقطاع في عدد من الطرقات

12.jpg

صاحب الصورة تبيّن أنه العامل شادي السبع من مديرية الخدمات والصيانة في بلدية اللاذقية، السبع تحدث ضمن إحدى اللقاءات التلفزيونية على شاشة” الإخبارية السورية” أن ما قام به ليس إلا واجبه تجاه وطنه، وهذا أقل ما يمكن أن يفعله، منوهاً بأنه لم يكن على علم بأن هناك من يلتقط له صورة خلال عمله وتفاجأ في اليوم التالي بأن الجميع يتحدث عنه ويحييه على ما قام به.
صورة هذا العامل المتفاني في عمله ليست الأولى ولن تكون الأخيرة حيث لا تغيب عن أذهاننا صورة عامل النظافة التي حصلت على الجائزة الأولى لأفضل صورة صحفية في “مهرجان الإعلام السوري الثالث” وهي لعامل نظافة لم تمنعه الظروف الجوية من متابعة عمله وثقها الزميل المصور طارق الحسنية.

13.jpg

صور أخرى متناقلة أيضا لرجال الإطفاء والدفاع المدني الذين قدموا ولا زالوا يقدمون الجهود الجبارة لاسيما في فترة الحرائق بالرغم من ضعف الأدوات والآليات ما أدى إلى إصابة العديد منهم بجروح خطيرة وأدت في بعض الحالات إلى الوفاة وهو ما حصل إثر حريق واسع شب بمستودع أقمشة، في منطقة “الحريقة” بمدينة دمشق في أواخر العام الفائت.

11.jpg
و في واحدة من الصور التي كان لها آثر على من شاهدها، تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة لعمال يقومون بتنظيف شاطئ مدينة بانياس من آثار التلوث نتيجة تسرب كميات من الفيول وكانت عملية التنظيف تتم بأبسط الأدوات المتاحة لهؤلاء العمال.

15.jpg

بالإضافة إلى صور لمختلف الجهات لاسيما عمال الطوارئ في الكهرباء والماء والدفاع المدني وباقي القطاعات الأخرى في غياب كبير لمعدات تحتاجها هذه المهن، فشاهدناهم يقومون بمهامهم على أكمل وجه رغم غياب الآليات والمعدات التي فقد قسم منها في الحرب نتيجة استهداف التنظيمات الإرهابية لمعظم القطاعات الخدمية المختلفة و الذي ترافق مع حصار يمنع دخول قطع الغيار والمعدات التي تشكل العمود الفقري لعمل تلك الفئات.
هذه الصور بطبيعة الحال ترافقت مع صور تظهر التقصير الخدمي في جوانب كثيرة وفي مواقع أخرى لكنها لم توقف حالة “صناعة النصر” وإن بقيت فردية حتى اللحظة في معظمها.
تلك الصور لا تكتمل إلا بصورة الجندي العربي السوري وهي الصورة الأغلى على قلوب كل شخص أحب وطنه وأراد أن يكون “الإطار المقدس” لهذه اللوحة الجميلة التي تسمى “سورية”.

 

آخر الأخبار
وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص