الأونكتاد” تدعو لاستثناء اقتصادات الدول الضعيفة والصغيرة من التعرفات الأميركية الجديدة

الثورة: أسماء الفريح:

أكدت وكالة الأمم المتحدة المعنية بالتجارة والتنمية “الأونكتاد” ضرورة استثناء الاقتصادات الضعيفة والصغيرة، التي لا تؤثر أنشطتها إلا بشكل طفيف على عجز الميزان التجاري، من زيادات التعرفات الجمركية الأميركية الجديدة، وخاصة أن هذه الدول تكافح ضعف النمو وتزايد حالة عدم اليقين.

وفي تقرير جديد بعنوان “تصاعد التعرفات الجمركية: أثرها على الاقتصادات الصغيرة والضعيفة”، حذرت الأونكتاد من أن التعرفات الجمركية المتبادلة تُهدد بتدمير الاقتصادات النامية والأقل نمواً في كثير من الحالات، دون أن تُخفّض العجز التجاري الأميركي بشكل كبير أو تزيد من تحصيل الإيرادات.

وأشارت الوكالة في تقريرها الذي أورده مركز أنباء الأمم المتحدة إلى أن نظاماً تجارياً عالمياً قائماً على القواعد عزز التجارة الدولية على مر السنين وساهم في انخفاض تدريجي ومطرد في التعرفات الجمركية، حيث جرت حوالي ثلثي التجارة العالمية دون هذه الضريبة، موضحة أن موجة التعرفات الجمركية الأكثر صرامة التي فرضتها الاقتصادات الكبرى مؤخراً تُثير مخاوف بشأن تصاعد التوترات التجارية وتأثيرها على الدول النامية.

وقالت الأونكتاد: إن 57 من الشركاء التجاريين الذين فرضت عليهم الولايات المتحدة تعرفات جمركية متبادلة – بما في ذلك 11 من أقل البلدان نمواً – تساهم بشكل ضئيل في العجز التجاري الأميركي، وقالت: إن هذه التعرفات التي تم تعليقها حالياً لمدة 90 يوماً، تم حسابها بمعدلات لموازنة العجز التجاري الثنائي للسلع، لكنها أضافت إن 28 من أصل 57 شريكاً تجارياً، منهم سوريا وليبيا وتونس، يمثل كل منهم أقل من 0.1٪ من العجز.

وتابعت أن العديد من هذه الاقتصادات صغيرة الحجم وضعيفة هيكلياً، وقوتها الشرائية منخفضة، وعليه فإنها توفر فرصاً محدودة للصادرات الأميركية، مشددة على أن: “أي تنازلات تجارية تمنحها هذه الدول، لن تعني الكثير للولايات المتحدة، بينما قد تقلل من تحصيل إيراداتها الخاصة”.

ووفق تقرير الوكالة فإنه إذا تم فرض التعرفات الجمركية المتبادلة مجدداً بعد التعليق، فمن المرجح أن ينخفض الطلب في السوق الأميركي على العديد من السلع المستوردة من هذه الدول بسبب ارتفاع الأسعار، مبيناً أنه حتى لو ظلت مستويات الواردات الأميركية عند مستويات عام 2024، فإن إيرادات التعريفات الإضافية التي سيتم جمعها من الاقتصادات الأكثر فقراً والأصغر ستكون ضئيلة.

وأشار التقرير أيضاً إلى أن العديد من الدول التي تواجه تعرفات جمركية متبادلة محتملة تُصدر سلعاً زراعية لا تنتجها الولايات المتحدة، ولا توجد لها بدائل تُذكر وأورد على سبيل المثال الفانيليا من مدغشقر أو الكاكاو من ساحل العاج وغانا، لافتاً إلى أنه في عام 2024، استوردت الولايات المتحدة فانيليا بقيمة تقارب الـ 150 مليون دولار من مدغشقر فيما بلغت قيمة واردات الكاكاو من ساحل العاج قرابة الـ 800 مليون دولار، بينما بلغت قيمة الواردات من غانا حوالي 200 مليون دولار.

وأكد أن زيادة التعرفات الجمركية على هذه السلع، على الرغم من إمكانية زيادة بعض الإيرادات، ستؤدي على الأرجح إلى ارتفاع الأسعار على المستهلكين الأميركيين.

وأعربت الأونكتاد عن الأمل في أن تتيح فترة التعليق الحالية فرصة مهمة لإعادة تقييم كيفية معاملة الاقتصادات الصغيرة والضعيفة في ظل سياسة التعرفات الجمركية المتبادلة، مشددة على أن هذه تعد لحظة حاسمة للنظر في إعفائها من التعرفات “التي لا تُقدم أي ميزة تُذكر للسياسة التجارية الأميركية، بينما قد تُسبب ضرراً اقتصادياً جسيماً في الخارج”.