الثورة – ناصر منذر:
تتويجا للعلاقات الإستراتيجية بين البلدين والشعبين الشقيقين، وفي إطار مساعي سوريا الحثيثة لتعزيز علاقاتها الأخوية وروابطها التاريخية مع دولة قطر، باعتبارها كانت حليفاً ثابتاً للشعب السوري على مدى الأعوام الـ14 الماضية، جاءت زيارة السيد الرئيس أحمد الشرع إلى دولة قطر اليوم، واستقبال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، للرئيس الشرع، لدى وصوله والوفد المرافق الصالة الأميرية بمطار حمد الدولي، لتجدد التأكيد على عمق العلاقات المتميزة والراسخة بين البلدين الشقيقين على كافة الصعد، حيث لم تبخل دولة قطر في تقديم كل ما يلزم من دعم ومساعدات لنصرة الشعب السوري، فكانت شريكاً حقيقياً في الانتصار.
وخلال جلسة مباحثات رسمية، عقدها الشيخ تميم، والرئيس الشرع، بالديوان الأميري في الدوحة اليوم، جرى استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، خاصة في المجالين السياسي والدبلوماسي. وفق ما ذكرته وكالة الأنباء القطرية “قنا”. كما تناولت المباحثات أبرز التطورات الإقليمية والدولية، وتبادل وجهات النظر حول سبل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وفي بداية الجلسة، رحب الشيخ تميم، بالرئيس الشرع والوفد المرافق، معرباً عن سعادته بهذه الزيارة، وتطلعه بأن تسهم في دفع مسيرة التعاون بين البلدين الشقيقين إلى آفاق أوسع. من جانبه، أعرب الرئيس الشرع عن بالغ الشكر والتقدير للشيخ تميم، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وعن سعادته بهذه الزيارة، مؤكداً حرص سوريا على تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التنسيق المشترك بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين. وبحسب الوكالة، حضر الجلسة الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، وعبدالله بن محمد الخليفي رئيس الديوان الأميري، و الدكتور محمد بن عبدالعزيز الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية، وعدد من كبار المسؤولين. وحضرها من الجانب السوري وزير الخارجية أسعد الشيباني، وعدد من أعضاء الوفد الرسمي المرافق للرئيس الشرع. وأقام الشيخ تميم مأدبة غداء تكريماً للرئيس الشرع، والوفد المرافق له.ولا شك، أن المحادثات التي تناولها الجانبان اليوم، كانت تصب في خدمة مصالح الشعبين الشقيقين، وفي خدمة استقرار سوريا، وأمن المنطقة على حد سواء، لما للبلدين من دور فاعل ومؤثر على الساحتين الإقليمية والدولية.وجدير بالذكر، أن الشيخ تميم، كان قد أجرى زيارة إلى سوريا في الثلاثين من كانون الثاني الماضي، واستقبله الرئيس الشرع في مطار دمشق الدولي، وقد وصفت تلك الزيارة بالتاريخية، تم خلالها التأكيد على متانة العلاقات الثنائية، والتي ترسخت جذورها أكثر فأكثر، على مدى عمر الثورة السورية. وخلال تلك الزيارة، هنأ سمو الأمير القطري الرئيس الشرع بمناسبة انتصار الثورة السورية واختياره رئيساً للمرحلة الانتقالية، مجدداً موقف دولة قطر الداعم لوحدة سوريا وسيادتها واستقلالها، وأشاد بالجهود التي تبذلها الإدارة السورية الجديدة لتحقيق الاستقرار والحفاظ على مقدرات الدولة، وتأمين الاحتياجات الضرورية للشعب السوري.
يشار إلى أن دولة قطر حافظت منذ بداية الثورة السورية عام 2011، على موقفها الثابت بدعم الشعب السوري، والوقوف إلى جانبه لتحقيق مطالبه المشروعة في العيش حياة حرة كريمة، وهو الذي عانى على مدار العقود الماضية من ويلات وقمع النظام البائد، ورغم كل التقلبات التي صاحبت مراحل الثورة، إلا أن الدوحة لم تحد قيد أنملة واحدة عن موقفها الرافض لجرائم النظام المخلوع، والداعم لحقوق الشعب السوري. وفي مراحل لاحقة، واجهت قطر الكثير من الضغوط الإقليمية والدولية لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع النظام المخلوع، إلا أنها تمسكت بموقفها المبدئي والرافض لإقامة أي نوع من العلاقات مع هذا النظام، ووقفت حجر عثرة أمام كل المحاولات الروسية السابقة، لإعادة النظام البائد إلى الحضن العربي، معللة هذا الأمر، بأن النظام المخلوع لم يغير شيئاً من سياساته القمعية تجاه شعبه، ويواصل ارتكاب المزيد من الجرائم بحقه، وبقيت على موقفها حتى انتصار الثورة، وسقوط النظام البائد. ويمكننا الجزم، بأن العلاقات السورية القطرية لا يمكن أن تنفصل عراها، لأنها علاقات راسخة ومتجذرة، وقطر لا يمكن لها إلا أن تكون الدولة الشريكة في صنع النصر أولاً، وإعادة البناء والإعمار ثانياً.