الثورة- ترجمة هبه علي:
منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول 2024، شنّت إسرائيل حملة زعزعة الاستقرار والتدمير في سوريا.
وفي حين تنتهك إسرائيل القانون الدولي بشكل صارخ وتتجاهل سيادة سوريا، فإنها تقوم بقصف البلاد بشكل متهور وتستولي بشكل غير قانوني على المزيد من الأراضي السورية بالقوة.
ومباشرة بعد الإطاحة بالأسد، بدأت القوات الجوية والبحرية الإسرائيلية تنفيذ مئات الغارات، ما أدى إلى القضاء على ما تبقى من جيش النظام الساقط.
بينما كان العديد من السوريين في جميع أنحاء البلاد يحتفلون بسقوط الأسد، لم يكتف الاحتلال الإسرائيلي بالاحتفاظ بسيطرته على مرتفعات الجولان المحتلة، بل سرعان ما اغتصبت القوات البرية الإسرائيلية المزيد من الأراضي في جنوب غرب سوريا، ما أدى إلى إنشاء “منطقة عازلة”، وتؤكد “إسرائيل” أن كلّ هذا ضروري لحماية أمنها القومي.
طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بنزع سلاح جنوب سوريا، وحذّر من ضرورة بقاء قوات الحكومة السورية الجديدة خارج هذا الجزء من سوريا، بينما تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي كاتس بإبقاء قوات بلاده المحتلة في سوريا لأجل غير مسمى، وفي أواخر فبراير، أعلن كاتس أن “إسرائيل” “لن تسمح بأن يصبح جنوب سوريا جنوب لبنان”.
ويرى العديد من المراقبين أن سلوك “إسرائيل” في سوريا ما بعد تغيير النظام هو بمثابة محاولة لإحباط الاستقرار وإعادة الإعمار وإعادة التنمية في البلد الذي مزقته الحرب، وليس له أي علاقة بالمخاوف الأمنية المشروعة.
من وجهة نظر سورية، يبدو هذا الأمر أقلّ شبهاً بالدفاع وأكثر شبهاً بالنزعة التوسعية في لحظة ضعف وطني، ومن الصعب أن نجادل بخلاف ذلك، كما يقول يوسف كان المحلل في برنامج الشرق الأوسط في مركز ويلسون، لصحيفة “العربي الجديد”.
في نهاية المطاف، ما تسعى إليه “إسرائيل” قبل كل شيء هو ضمان ألاّ تصبح سوريا، بغض النظر عمن يحكمها، دولة قوية، في ضوء التطورات الإقليمية العام الماضي، بما في ذلك الضعف الشديد لحزب الله في لبنان وسقوط الأسد في سوريا، تسعى “إسرائيل” إلى خلق واقع جديد على الأرض في بلاد الشام.
وبموجب هذا الأمر الذي فرضته “إسرائيل”، لن يكون أي طرف من الأطراف الحكومية أو غير الحكومية في وضع يسمح له بتحدي الهيمنة العسكرية الإسرائيلية أو إجبار الحكومة الإسرائيلية على دفع ثمن سلوكها الإبادي في غزة، أو توسيع مشروعها الاستعماري في الضفة الغربية، أو عدوانها غير المتوازن في لبنان.
في مقابلة مع وكالة أنباء TNA، أوضحت كارولين روز، مديرة معهد نيو لاينز، “أن “إسرائيل” دأبت على زعزعة استقرار سوريا بضربات متكررة ودعوات لنزع السلاح من المنطقة الجنوبية منها، وتفضل “إسرائيل” جاراً ضعيفاً وغير مستقر لا يهدد بشنّ ضربات مضادة أو هجوم مضاد خارج الحدود “.
ما تسعى إسرائيل إلى تحقيقه هو ببساطة إرسال إشارات واضحة إلى حكومة دمشق مفادها: “نحن أعداء، ونرغب في استمرار هذه العلاقة”، أعتقد أن هذا يخدم مصالح إسرائيل، هذا ما صرّح به كرم شعار، مدير شركة كرم شعار الاستشارية المحدودة وزميل أول غير مقيم في معهد نيو لاينز، لوكالة أنباء TNA .
ما هو أفضل من وجود دولة ضعيفة ومجزّأة، حيث يمكنهم استخدام خطاب سلبي ضدك، لكنهم لا يستطيعون إيذاءك حقاً؟ ليس لديهم القدرة على إيذائك، هذا هو العدو المثالي، وكل سياسي يحتاج إلى عدو- عدو ضعيف بالطبع، هذا يساعد الإسرائيليين على طلب الدعم من الولايات المتحدة، ويساعدهم على طلب الدعم من الاتحاد الأوروبي بتصوير أنفسهم كضحايا.