الثورة- منهل إبراهيم:
تتعرض وزارة الخارجية البريطانية لضغوط من النواب للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وفي الوقت الحالي تعترف 148 دولة من أعضاء الجمعية العامة في الأمم المتحدة البالغ عددهم 193 دولة بالدولة الفلسطينية، ولم تتخذ أي دولة غربية عضو في مجموعة العشرين، بما فيها كندا وألمانيا وإيطاليا الخطوة بعد.
وفي هذا الصدد نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريراً أعده المحرر الدبلوماسي باتريك وينتور قال فيه: إن نواباً في البرلمان البريطاني يضغطون على وزارة الخارجية للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
ودعت إيميلي ثورنبيري، رئيسة اللجنة المختارة للشؤون الخارجية في مجلس عموم بريطانيا لأن تنضم إلى دعوات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال: إن مؤتمر الأمم المتحدة في حزيران يجب أن يكون حاسماً.
وقال وينتور: إن وزارة الخارجية البريطانية تتعرض لضغوط من النواب للاعتراف بالدولة الفلسطينية لو نفذ ماكرون خطته واعترف بالدولة الفلسطينية في مؤتمر دولي عن حل الدولتين سيعقد في نيويورك، في حزيران.. وتترأس فرنسا المؤتمر بمشاركة مع السعودية حيث دعا الرئيس الفرنسي لأن يكون المؤتمر لحظة حاسمة.
وقالت ثورنبيري: إن اللحظة قد حانت لأن تعترف بريطانيا بالدولة الفلسطينية، مضيفة: “نحن بحاجة إلى عمل هذا مع أصدقائنا وأن نعمله مع الفرنسيين، وهناك الكثير من الدول الجالسة وتنتظر”، وأوضحت أنه لو لم يتحرك الغرب سريعاً، فلن تكون هناك فلسطين للاعتراف بها.. ودعم كريس دويل، رئيس مجلس التفاهم العربي- البريطاني (كابو) الخطوة، قائلاً: إنه كان يجب اتخاذها منذ فترة طويلة وأن تحركاً من عضوين دائمين في مجلس الأمن سيرسل رسالة قوية، وقال أيضاً: إنه لو تتحرك بريطانيا بسرعة، فستتأخر نظراً لنية “إسرائيل” ضم الضفة الغربية فعليا.
ويحظى “كابو” بدعم قوي بين نواب حزب العمال، وعدد كبير منهم غاضب على “إسرائيل” وتصرفها في غزة، وهناك أيضاً غضب بسبب منعها لنائبتين من حزب العمال من زيارة الضفة الغربية.. ولا يزال الموقف الرسمي لوزارة الخارجية هو أنها ستعترف بفلسطين في اللحظة المناسبة ذات التأثير الأكبر، ولكن عندما كان ديفيد كاميرون وزيراً للخارجية، قدم تعديلاً بسيطاً على هذا الموقف عندما قال: إن على بريطانيا الانتظار حتى نهاية العملية السياسية لكي تعترف بالدولة الفلسطينية، وفي إشارة إلى “إسرائيل”، قال: إنه لا يمكن لأي دولة أن تستخدم حق النقض (الفيتو) ضد قرار بريطانيا بالاعتراف بفلسطين.
وفاجأ ماكرون المراقبين الأسبوع الماضي عندما أعلن عن أمله في أن يكون مؤتمر حزيران حافزاً لمجموعة من الدول للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهي تصريحات زادت بوضوح من الضغط الدبلوماسي على بريطانيا لاتباع المبادرة الفرنسية.. وقال لقناة “فرانس 5”: “يجب أن نتحرك نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وسنفعل ذلك خلال الأشهر المقبلة”.. ورغم وجود شكوك في بعض الأوساط البريطانية حول مدى استعداد ماكرون لمعاداة “إسرائيل”، إلا أن العلاقات الشخصية والسياسية بين كير ستارمر وماكرون قوية، وسيكون من الصعب على وزارة الخارجية مقاومة أي ضغط فرنسي قوي للاعتراف بفلسطين، خاصة إذا نظر إليه كجزء من مسعى سلام أوروبي خليجي.