بعد عامين من توقُفها الصحافة الورقيّة ذاكرة وطن ..فهل تعود إلى الإصدار؟

الثورة – رنا بدري سلوم:
“أخشى من ثلاث جرائد، أكثر من خشيتي من مائة ألف حربة” مقولة نابليون هذه لم تعد في زمانها ومكانها اليوم في ظل العالم الرقميّ الذي أزاح العالم الورقيّ جانباً، ليحل محلّه، لاسيما أنّ جائحة “كورونا” التي كمّمت أفواه الصحف قد أكملت عامها الثاني، وأبعدتها بحجرٍ وعزلة عن متابعيها التي هي نبضهم، رغم إثبات الصحف براءتها من نقلها للفيروس بسبب أسطحها المسامية وفقاً لتقرير أعدته منظمة الصحة العالمية، لذا انضم الكثير منّا إلى العالم الرقمي ليتابعوا الصحف والمنصّات الإلكترونية فبرر استبعاد الصحف الورقية ذريعة الجائحة والأوضاع الاقتصادية، أما البعض الآخر لم يجد سبباً مقنعاً لإيقاف إصدارها، أسوة بالدول التي تعاني ذات الارتدادات الاقتصادية التي فرضها الإرهاب والجائحة في آن.
بعدَ مقدماتٍ عدّة عن”الصحف الورقية” هذا الكائن الحميمي الذي تجول به العالم وهو بين يديك وأنتَ جالس على كرسيك، أن تقرأ لغتك الأم حين تبصر عيناك النور، ولا يهن عليك “الخبز والملح”، طالب بعض الكتّاب والصحفيين أبناء هذه الأمّ بعودتها إلى الإصدار بعد طول الغياب، وباسترداد ولو جزءا يسيرا من إنتاجها للتوثيق وليس للتسويق الذي فلح به الالكتروني؟

2.jpg

توثيق للأحداث
رئيس تحرير صحيفة البعث قبل خمسين عاماً الدكتور صابر فلحوط بإجابة واضحة يلتمس بها العذر لغياب الصحف الورقية وأن مرحلة إيقاف الإصدار ستنتهي رغم مرارة هذه المرحلة واستيرادنا الورق بسعرٍ جنوني، ومع ذلك يتوسّم الدكتور فلحوط خيراً في إعادة إصدار الصحف لما لها من أهمية في توثيق الأحداث السياسية التي تمر بها سورية، وما تحتويه من أرشيف، فبرأيه أنّ محبة الصحف تفرض نفسها في نفوس قرائها ومتابعيها وبالتالي لا يزال المعنيون يدرسون إصدارها الورقي بحلّة جديدة وقريباً جداً.
سلاح فعّال
هناك من يؤمن أن الإعلام ما زال محافظاً على سلطته الرابعة وهي “الصحف الورقية” التي لا تزال سلاحا فعّالا في وجه العدو أكثر من أي وقتٍ مضى بحسب مدير عام مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع سابقاً الدكتور خلف المفتاح فهو من الذين لا يفسّرون غياب الصحف الورقية محاولاً وكما أوضح إعادة النشر الورقي ووجوده ربح سياسي وليس اقتصادياً، فالصحيفة الورقية تربط الذاكرة الجماعية، وتعدُ نافذة نطل من خلالها على المجتمع ونتلمس هموم الناس ونرفعُ مستوى ثقافتهم، وهي أحد أدوات الدولة وأولوية من أولوياتها، وطالب الدكتور المفتاح بحراك جدّي يعيد إصدار الورقي وإن كان ضمن الإمكانيات وتخفيف الأعداد، وبالتالي تجديد الشكل والمحتوى لتكون الصحف الورقية قادرة على منافسة الإلكتروني، لتعود عجلة الإنتاج الورقي إلى دورانها.

3.jpg

أم عظيمة
رئيس الملحق الثقافي في صحيفة الثورة سابقاً الأديب والصحفي حسين عبد الكريم يجد أن الصحافة الورقية هي أمّ عظيمة، فلا قيمة للأفكار بدون الورق، وعلينا أن نرجع إليها لتعود إلى عافيتها، لنعود إلى كل هذا الحب والإدهاش، فالإصدار الورقي والإلكتروني تجربتان، وكل يمثل تجربته، لكن الصحافة لا يمكن الاستغناء عنها ولا نقبل أن نتنازل عن مدّها العظيم، فهي وثيقة وطنية وأحلام وأفكار ومراحل من الزمن لا يمكن تعتيقها إلا بهذه الذاكرات التي تسمى الأرشيف الورقي.
وثيقة للأجيال
تشاركه الرأي الصحفية والأديبة “فلك حصرية ” وتجد أنه برغم التقدم العلمي وظهور النشر الإلكتروني إلا أن للصحف الورقيّة الأهمية القصوى، فهي وثيقة للأجيال القادمة رغم تعلق هذا الجيل بالعالم الأزرق إلا أنه لا يمكن أن يحل محل المصدر الورقي الذي سيبقى أساس التوثيق رغم الانتشار السريع للنشر الإلكتروني.
لا غنى عنها
في حين تتفاءل الروائية والكاتبة “توفيقة خضور” بإعادة إصدار الصحف الورقية بجهود الكتّاب والشعراء الأدباء المبذولة، فلا يمكن الاستغناء عن الصحف الورقية، منوهة إلى ترددها في نشر مقالاتها على المواقع الإلكترونية مقارنة مع الصحف الورقية.

4.jpg

وسيلة مهمة للتواصل
” تعد الصحف الورقية مصدراً لثقافة المجتمع، الذي لا يدرك بعضه المهارة المعرفية في تتبع ما تنشره المواقع الالكترونية “، هذا ما رآه الروائي والناقد أيمن الحسن مشيراً إلى احتياجات النشر الالكتروني وأدواته “كهرباء وانترنت”، مستهجناً توقف الإصدار الورقي للصحف، وافتقادنا وسيلة مهمة من وسائل التواصل مع المواطن وما أمسنا لهذه الصلة! في وقت نجد أن اتحاد الكتاب العرب يصدر الكتب والمنشورات.
الالكتروني لا يفي بالغرض
“بإيقاف إصدار الصحف الورقية قد شلّت الحركة الثقافية وأُبْعدت شريحة من المثقفين عن النشر الالكتروني، وفقاً لما بينه الشاعر والمترجم حيّان محمد حسن فبالنسبة له لا يفي بالغرض ولا يلبي الطموح، ويحبذ كالكثير من الكتّاب أن يرى منتجه في النشر الورقي، منوهاً إلى أن جائحة “كورونا” ليست عائقاً للنشر الورقي، ذاكراً بلدان اليمن والعراق والجزائر الذين ينشرون الصحف الورقية رغم ما يعانونه من صعوبات اقتصادية، فلا يجد مبرراً لتوقف الإصدار الورقي.
شاهد على العصر
يعود بنا الدكتور عبد الفتاح محمد عضو هيئة تدريسية إلى المرحلة الأولى للكتابة، الشاهد على العصر، ذاكراً حضارة إيبلا و24 ألف رقيم مكتوب عليه، فالصحيفة آنذاك من نخل العظام وسعف النخل، والحجارة وغيرها، فبرأيه أنه ما من حضارة دون كتاب وورق، معتبراً أن الصحافة الورقية ليست وسيلة تجارية في نهاية الأمر، بينما الصحافة الإلكترونية واهية ويمكن أن تتلاشى في أي وقت.

 

5.jpg

المستقبل للالكتروني يخالفه الرأي مدير تحرير صحيفة الوحدوي الدكتور خالد عبود مؤكداً أن المستقبل للصحف الإلكترونية بلا منافس، ولا داعي لاستعادة الإصدار الورقي وما نعانيه من التكاليف الباهظة، فالعالم الرقمي بمنصاته يعتبر منبراً مهماً، ويجد أن الثورة الرقمية لا يمكن إيقافها وقد أثبتت براعتها في التسويق والتوثيق، وبرأي الدكتور عبود إذا كان لابد من استعادة إصدار الصحف الورقية فيجب إيجاد صيغة جديدة بمحتوى جذّاب وجمالية ملفتة وإخراج إبداعي كي تستعيد الصحف ألقها وجاذبيتها للقراء.

آخر الأخبار
New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق The national interest: بعد سقوط الأسد.. إعادة نظر بالعقوبات على سوريا بلدية "ضاحية 8 آذار" تستمع لمطالب المواطنين "صحافة بلا قيود".. ندوة لإعداد صحفي المستقبل "الغارديان": بعد رحيل الديكتاتور.. السوريون المنفيون يأملون بمستقبل واعد باحث اقتصادي لـ"الثورة": إلغاء الجمرك ينشط حركة التجارة مساعدات إغاثية لأهالي دمشق من الهلال التركي.. السفير كوراوغلو: سندعم جارتنا سوريا خطوات في "العربية لصناعة الإسمنت" بحلب للعمل بكامل طاقته الإنتاجية الشرع والشيباني يستقبلان في قصر الشعب بدمشق وزير الخارجية البحريني عقاري حلب يباشر تقديم خدماته   ويشغل ١٢ صرافا آلياً في المدينة مسافرون من مطار دمشق الدولي لـ"الثورة": المعاملة جيدة والإجراءات ميسرة تحسن في الخدمات بحي الورود بدمشق.. و"النظافة" تكثف عمليات الترحيل الراضي للثورة: جاهزية فنية ولوجستية كاملة في مطار دمشق الدولي مدير أعلاف القنيطرة لـ"الثورة": دورة علفية إسعافية بمقنن مدعوم التكاتف للنهوض بالوطن.. في بيان لأبناء دير الزور بجديدة عرطوز وغرفة العمليات تثمِّن المبادرة مباركة الدكتور محمد راتب النابلسي والوفد المرافق له للقائد أحمد الشرع بمناسبة انتصار الثورة السورية معتقل محرر من سجون النظام البائد لـ"الثورة": متطوعو الهلال الأحمر في درعا قدموا لي كل الرعاية الصحية وفد من "إدارة العمليات" يلتقي وجهاء مدينة الشيخ مسكين بدرعا