الملحق الثقافي-غسان شمه:
إذا كان أبو خليل القباني رائداً ومؤسساً للمسرح السوري، أواخر القرن التاسع عشر، حين افتتح أول مسرح في دمشق وقدم فيه ما هو جديد على أبناء هذه المدينة العريقة، التي عرفت ظواهر مسرحية كالحكواتي وخيال الظل، فإن أجيالاً من المسرحيين توالت على تأسيس جديد ومتجدد لهذا الفن الذي يتسم بقدرته على الحوار المباشر مع الجمهورالذي أقبل عليه بشكل كبير، في مراحل مختلفة، شهدت أطواراً متنوعة من العمل المسرحي المتنوع على مستوى الشكل والمضمون..
وقد شهدت خمسينيات القرن الماضي العديد من التجارب وتأسيس الكثير من الفرق المسرحية في مختلف المحافظات السورية ومن ثم تشكل المسرح القومي أواخر الخمسينيات، وكذلك ظهر العديد من الكتاب الجدد الذين شكل البعض منهم قيمة مضافة للكتابة المسرحية على المستوى الفكري والتجريب الشكلاني كسعد الله ونوس وممدوح عدوان وغيرهم حيث شهدت الستينيات والسبعينيات أعمالاً مسرحية لاقت صدى وأثارت الكثير من الحوارات والجدل الفني والفكري.
وتواصلت هذه الحركة الحيوية بعد ذلك لا سيما في التسعينيات مع تجارب جديدة ووجوه شابة كان لها رؤيتها وفكرها في العمل المسرحي مستفيدين من تجارب وأعمال مسرحية أجنبية ومحلية شكلت زاداً واسعاً لمن خاض غمار هذا الفن الصعب والجميل في مختلف المحافظات السورية التي شهد العديد منها مهرجانات متنوعة قدمت تجارب يعتد بها..
وفي هذه الأيام يتجدد الاحتفال بأبي الفنون الذي شهدت الثقافة الفنية والفكرية الإنسانية في كثير من مناطق العالم هذا الفن سواء عبر ظواهره وطقوسه أو بشكله الذي ظهره به دلالة على عمق حضوره في حياة الكثير من الأمم.
التاريخ: الثلاثاء22-3-2022
رقم العدد :1088