مسرح القباني

الملحق الثقافي:

لقاءات – آنا خضر:

اﻻحتفاء بيوم المسرح العالمي يثير شجون مبدعيه وعشاقه بنفس الوقت، وهو أبو الفنون، حيث يرونه الفن الأكثر راهنية وقرباً من الواقع بحكم طبيعته وعراقته …ويرون أنه من الضرورة بمكان أن يحتفظ بحضوره ومكانته مستمراً في مهامه ورسائله العظيمة، حيث ﻻيمكن لأي وسيلة ثقافية أخرى أن توازيه..من هنا يستمر القلق عليه للحفاظ على المعطيات والشروط الكفيلة على إبقائه حاضراً ناهضاً معافى. هنا آراء لعديد من أصحاب تجارب طويلة في عالم المسرح فماذا يقولون…؟

علي عبد النبي الزيدي.. كاتب مسرحي من العراق
المسرح ما بعد كورونا

عاشَ المسرح عمرهُ الطويل وسط كبرى المشكلات والأزمات، وخرجت العديد من التيارات المسرحية المهمة من معطف الحربين العالميتين الأولى والثانية، وظلَّ -المسرح- يثير الأسئلة التي لا حدود لصراخها المحتدم، لا تهمه الإجابات الجاهزة والساذجة على الإطلاق، بل راح يحفر باحثاً عن أمكنةٍ بِكر ليناقش قضايا الهمّ والحلم الإنساني وإشكالية الوجود وأسئلة الحياة والموت معاً..
وهكذا يأتي يوم المسرح العالمي هذا العام 2022 وهو ما زال يعيش سؤالاً كونياً جديداً يهدد وجود الإنسان من خلال عدو مجهول يُثير الفزع والقلق في قلوب مختلف الناس اسمه كورونا، ولكن المسرح كعادته ينظر من زاويةٍ أخرى تماماً ولا يَحفل بالشعاراتِ وزوايا النظر المستهلكة ونظريات المؤامرات وصيحات الهلع واليأس عند بعضِ النخبِ المثقفة، المسرح كما أراه ما بعد كورونا.. هو مسرح (نصوص المدينة الفاسدة) تلك المدينة التي هدّمت وسرقت وانتهكت الإنسان وجعلته مقموعاً يبحث عن ظلٍّ يختبئ فيه، ومستلباً بفعل الخوف الذي صنعته الكولونيالية بشكلها الحديث التي جعلت من المافيات على شكل أحزاب تتقلد الحكم وتتحكم بمصائر البشر وتسرق خيرات الشعوب وسيظهر في عمق نصوصنا المسرحية القادمة.. الأسئلة الكبرى حول ضعف وعجز ترسانات الأسلحة بشتى تسمياتها والتي أرعبت العالم لمئة عام وأكثر، وزرعت الخوف في المدن الفقيرة والأحياء البسيطة والضيعات البعيدة عن المدن.. لتزداد أسئلة المسرح الذي أراه ومنذ زمن بعيد بكونه وثيقة إبداعية تحكي للأجيال القادمة قصص الشعوب المهددة بالانقراض وتشير إلى أطنان الصواريخ والقنابل والرصاص الذي يجتاح المدن الآمنة بسبب أمراض السلطات.. إنها أسئلة المسرح التي لا تنتهي مع عالم مأزوم على طول خط حياته…

محمد خير الكيلاني ممثل مسرحي
أيام المسرح كثيرة

ماذا عن يوم المسرح العالمي.. وكيف يراه الفنان محمد خير الكيلاني ؟
أيام المسرح صارت كثيرة، فهناك يوم المسرح العربي، وهناك مهرجانات المسرح الخاصة والعامة، ولكن يبقى يوم المسرح العالمي في 27 آذار هو العلامة الفارقة لاحتفال المسرحيين جميعاً أجانب وعرب لإلقاء الكلمة في هذا اليوم، وكان نصيب المسرحيين الأجانب كبيراً في إلقاء كلمته بعكس المسرحيين العرب الذين ألقوا هذه الكلمة وبصراحة نحن المسرحيين السوريين قد نكون انتبهنا لهذا اليوم عندما ألقى المرحوم سعد الله ونوس هذه الكلمة والطريف أن كلمته ذهبت مثلاً نحن محكومون بالأمل وصارت مقياساً لحياة مسرحية أو عامة لا أمل فيها، ولذلك صار انتباهنا مركزاً للاحتفال بهذا اليوم وبمن يلقي كلمته، حيث يتناولها المسرحيون في هذا اليوم، ويكلفون مسرحياً خبيراً صاحب باع طويل في المسرح ممثلاً أومخرجاً أو ناقداً، وهذا الاختيار والتكليف أحياناً يتناسى بعض المسرحيين الذين قضوا حياتهم على خشبات المسرح لمجرد الخلاف بوجهات النظر مع من بيده قرار هذا التكليف، وطموحي في هذا اليوم الذي بات عيداً للمسرحيين يتبادلون فيه التحيات والتهاني أن نتجاوز نقطة الخلاف وخاصة من المخرجين الشباب الذين لايقبلون نقد أعمالهم، ويظنون أنهم قد امتلكوا كل الأدوات المسرحية، وهم بالأصل يحتاجون لمسيرة مسرحية طويلة حتى يملكوا أسرار الإخراج أو التمثيل المسرحي لأن الخلاف بوجهات النظر هو الصحيح حتى نعرف أو نسمع الرأي الآخر، ومن يتابع الكلمات التي يكتبها المسرحيون لهذا اليوم تعبر عن مسرح صاحبها في بلاده ثقافته مسرحياته مخرجينه وممثلينه وآلامهم وطموحاتهم، وقد لا توافق هذا الكلمة رؤى مسرحيين آخرين في بلادهم لذلك كانت هيئة المسرح المكلفه الاختيار تترك لملقي الكلمة أن يحكي هموم مسرح بلده وما يعانيه من صعوبات وضغوط حياتية وسياسية وفنية وثقافية

الفنان محمد تلاوي:مخرج مسرحي
شخص الحال بقوله

نحن كممثلين ومخرجين دائمي الاحتفال بالمسرح ما دمنا نعمل بإبداع، وننهل من الفن المسرحي بكل مكوناته ابتداء من النص المسرحي ودراسته إلى التدريب والتحضير حتى العرض، نحن بحالة احتفال لم يكن المسرح يوماً عبارة عن مقالات خشبية، فالمسرح دائم التجدد والعطاء، والمسرحي ميداني ديناميكي دائم البحث عن نص من هنا وهناك، وأحياناً يكون مؤلفاً ليرتقى بالمسرح بجميع مناحي الحياة بين الخيال والحقيقة ليبدع ويرسم أفقاً فيها من الجمال ما فيها ويسمو بها، فالننظر منذ نشأة المسرح حتى الآن ورغم كل الأزمات حتى كل الحضارات التي مرت على البشرية المسرح يواكبها ويعاصرها وأحياناً يسبق عصرها زماناً ومكاناً .. كل عام ومسرحيو العالم بألف خير، فالمسرح لا ينطفئ ودائماً أقول تعلمنا من المسرح ألا ننطفئ وأن نضيء بإبداعنا العالم رغم كل الظروف.
طلال لبابيدي مخرج مسرحي وممثل
خصوصية هذا اليوم

يرى الفنان طلال لبابيدي بكلمات مختصرة: أن يوم المسرح العالمي هو مناسبة (أبو الفنون) وتاريخه ودوره خصوصاً في هذا الوقت الذي طغى فيه الأنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والسوشال ميديا كوسيلة لتذوق الفنون عوضاً عن الذهاب للسينما أو المسرح.
أتمنى طبعاً أن يعود للمسرح السوري ألقه وأن تعود النشاطات بنفس الكم والنوع الذي اعتدنا عليه قبل فترة الحرب العدوانية على سورية وكورونا.. وأقول كل عام وجميع المسرحيين بألف خير.

الفنان محمد المحاميد كاتب ومخرج مسرحي
أعطيني مسرحاً أعطيك أمة….

هي من أشهر ما قيل في المسرح
أعطيني خبزاً و مسرحاً… أعطيك شعباً مثقّفاً…
رغم أنّ الأولى أشهر، لكن بإمكان اعتبار الثّانية نسخة أخرى تؤدّي ما عنته الأولى.
.إن لدى الناس منذ الطفولة غريزة التشخيص ومن هذه الناحية يختلف الإنسان عن الحيوانات
الأخرى في أنه أكثر قدره على المحاكاة وأنه يتعلم دروسه عن طريق تشخيص الأشياء ثم تبقى المتعة التي يجدها الناس دائماً بالتشخيص.
إن للانسان غريزة التمثيل منذ الصغر إن المتعة واللذة التي نحصل عليها من هذه العملية هي تحول الحياة إلى مسرح
من هنا ينبع المسرح… من أصل الإنسان… من رغبته الفطريّة في التّجسيد… من خياله الواسع الذي هو أصل الحياة…. من الحياة نفسها…
فهو تجسيد لواقع يتّخذ شكل مسرح كبير…على حدّ تعبير شكسبير الذي قال : الدنيا مسرح كبير، وأن كلّ الرجال والنساء ما هم إلا لاعبون على هذا المسرح
و هكذا احتلّ المسرح نقطة البداية … لا في تحريك و تطوير الثقافة الشعبية فقط…. بل هو مصدر الشرارة التي تلهم الإنسان العطاء… و تدفعه نحو الرقيّ الفكري….فكان جامعاً … و لُقّب ب «أبي الفنون».
والمسرح فن شاق و متعب يتطلب الكثير من الصمود والالتزام، المسرح ارهاق و شوق وتجارب مضنية في قرن. أشياء كثيرة حصلت و تحصل.
تخريب كبير اختلط الحق بالباطل و الصادق بالسفيه والمجرم بالضحية نعيش اليوم مجتمعا نشازاً متنافراً متقاطعاً فهل با ستطاعة المسرح وحده أن يعيد إليه تناغمه تناغمنا من أن يستمد قوته و صموده لمقاومة المد الجارف لترويض العقول و شحن الغرائز أمام تشييء الأشياء و تعهير الآخر وتقزيم الاختلاف.
يبقى المسرح ملجأ و ملاذاً لتبادل الأفكار و إحياء القيم الخلّاقة و تبادل الخبرات الإنسانية المحضة و سواء اتخذ ذلك الشكل السياسي أو الساخر أو الاجتماعي فانه دائماً و على مرّ العصور مساحة لإعمال الرأي و إعطاء المتفرج حرية القرار و الاستقراء وحرية الاستمتاع و التبادل و التساؤل،المسرح موطن الروح النقدية و الحرية و الطرافة،
و ان روح المسرح تكمن في إحياء الذاكرة الخلاقة و استنفار روح اليقظة لدى المتفرج دون أن تسلب عقله و وجدانه كما تفعل وسائل الاتصال الأخرى .
و اليوم و أكثر من أي وقت مضى تبدو القطيعة ضرورية بين الفنون الجماهيرية و المسرح النخبوي الجماهيري فالمسرح الفني هو مسرح لا يساوم و لا يقايض و لا يراهن على غباء المتفرج أو سذاجته أنه الشكل الحديث المعاصر للمشاركة الفعلية في المجتمع لكي يعيد للانسانية إنسانيتها و استعادة الثقة في قدرة تغيير الكون بعيداً عن النماذج المستهلكة.
لذلك في يوم المسرح العالمي ادعوا بإلحاح كلّ العالم أن يذهبوا للمسرح.

التاريخ: الثلاثاء22-3-2022

رقم العدد :1088

آخر الأخبار
New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق The national interest: بعد سقوط الأسد.. إعادة نظر بالعقوبات على سوريا بلدية "ضاحية 8 آذار" تستمع لمطالب المواطنين "صحافة بلا قيود".. ندوة لإعداد صحفي المستقبل "الغارديان": بعد رحيل الديكتاتور.. السوريون المنفيون يأملون بمستقبل واعد باحث اقتصادي لـ"الثورة": إلغاء الجمرك ينشط حركة التجارة مساعدات إغاثية لأهالي دمشق من الهلال التركي.. السفير كوراوغلو: سندعم جارتنا سوريا خطوات في "العربية لصناعة الإسمنت" بحلب للعمل بكامل طاقته الإنتاجية الشرع والشيباني يستقبلان في قصر الشعب بدمشق وزير الخارجية البحريني عقاري حلب يباشر تقديم خدماته   ويشغل ١٢ صرافا آلياً في المدينة مسافرون من مطار دمشق الدولي لـ"الثورة": المعاملة جيدة والإجراءات ميسرة تحسن في الخدمات بحي الورود بدمشق.. و"النظافة" تكثف عمليات الترحيل الراضي للثورة: جاهزية فنية ولوجستية كاملة في مطار دمشق الدولي مدير أعلاف القنيطرة لـ"الثورة": دورة علفية إسعافية بمقنن مدعوم التكاتف للنهوض بالوطن.. في بيان لأبناء دير الزور بجديدة عرطوز وغرفة العمليات تثمِّن المبادرة مباركة الدكتور محمد راتب النابلسي والوفد المرافق له للقائد أحمد الشرع بمناسبة انتصار الثورة السورية معتقل محرر من سجون النظام البائد لـ"الثورة": متطوعو الهلال الأحمر في درعا قدموا لي كل الرعاية الصحية وفد من "إدارة العمليات" يلتقي وجهاء مدينة الشيخ مسكين بدرعا