الملحق الثقافي:سعاد زاهر:
تغير حاله، وبات حتى المشتغلين فيه يتعاملون معه بوصفه منتجاً ثقافياً قابلاً للتصفية في أي لحظة، كأنه غير قادر على مجاراة معطيات السوق الفنية، التي نجحت بها الدراما عبر منصاتها، والسينما عبر ترينداتها وحواراتها التلفزيونية ..
ربما بات بإمكان متابعي المسرح كتابة مؤلفات عن مشكلاته وغياب مبدعيه وطرق إحيائه، وحل مشكلاته، وكلمات يومه العالمي غالبا ما تأتي محملة بكل المعاني لجماليات تمكن المسرح عبر العصور من تقديمها لنا بكل ما يشع فكراً ووعياً ونوراً لا ينتهي حتى يومنا هذا…
وماذا بعد…؟
كلما تحدثنا عنه في المناسبات المحدودة التي يمكن لنا أن نحيك جملاً تساير واقعاً مسرحياً مظلماً، انتبهنا إلى مقدار التقصير الذي لا عودة عنه وخاصة مع بدائل براقة لا تفارق أيادينا..
هل يعود إلى المنافسة سوى في أيامه العالمية بعدها يخرج بكل كبرياء يفارقه يوماً…
أزمات المسرح ليست وليدة اليوم، طوال عقود وهو يعاني ولكنه في بعض الأحيان كان يتمكن من انتشال محبيه والشغوفين به من مآزقه، إلا أن المعطيات الحالية حيث كل شيء يأتي إلينا في منازلنا، نبتكر طرقاً شتى للتعلق بتسطيح ثقافي رغم كل انعكاساته على وعينا وسلوكنا وحياتنا، ورغم كل الخراب الذي يزجنا فيه، لايزال انتشاره أبعد وأعمق من أي نهج مسرحي يحاول عشاق المسرح فرضه على الأجواء الثقافية سواء من خلال مهرجانات موسمية، …والدفع الرسمي أو الخاص نحو بعض الأعمال…
كلها مبادرات تنعشه وقتياً، ولكن أوكسجينه الدائم الذي يحييه أبداً…مفقود حيث لا استراتيجيات ولا توطين دائم لدى الجمهور…
إن لم تتعاون مختلف الجهات أياً كانت تسميتها على دمج المسرح بقوة في عالم معاصر كل ما فيه مهمش سوى رنين المال، فسبق نستدعيه في أيامه كي نتباكى بحنين لا يشعر به أحد…!
التاريخ: الثلاثاء22-3-2022
رقم العدد :1088