الثورة- سلوى إسماعيل الديب:
“عندما تسبى الشطآن” عنوان روائي جدلي أطلقه على عمله الروائي الجديد، قدم كل من الدكتور نزيه بدور ومحمد رستم قراءة نقدية لرواية الدكتور الأديب “أحمد يزبك” في قاعة سامي الدروبي في المركز الثقافي العربي في حمص ، بحضور عدد من المهتمين ورواد المركز.
تناول الرواية الدكتور نزيه بدور بقراءة صحفية متميز قائلاً: سوريانا الحبَّ والألم والانتظار”عندما تسبى الشطآن”، الرواية القصيدة رثاء الوطن والذات ، حيث تطغى اللغة الشعرية على السردية منذ الصفحة الأولى في الرواية القصيرة العميقة..
رواية أيقظت كل مواجعي وحنيني، وهي نصٌّ درامي متصاعد ومحبوك بمهارة..
يستدعي الكاتب شخوصه إلى خشبة مسرح الأحداث ، فيحضرون مسرعين ، ويضعون بين أيدينا باقة من اللحظات الغنية بالمشاعر، ولكنهم يغادرون بالسرعة والحماس ذاته..
وأول شخوصها عمار “أبو العلا” الشاب الثلاثيني الحالم، الذي كان يتمنى أن تكون بكره بنتاً، بعد أن يودعه حبه الأول “رانية” تحاصره مواقع التواصل الاجتماعي المثقلة بصور الشهداء..
ليغرق في حب “حنين” مرة أخرى ،ليلخص اسمها عمق مواجعه ..
أما البطل الثاني فهو أم عمار، وأعتبر “بدور” النصر هو هدف الرواية ومحورها وهاجس الكاتب وبطل القصة ، لكن النصر مفهوم فضفاض..
أكد الناقد “محمد رستم” بأن العملين المنجزين لـ”يزبك” “التصفيق المالح” و”عندما تسبى الشطآن” المنجز أخيراً تظهر، بأن لدى الأديب “يزبك” موهبة متأصلة، وعمق ثقافة تشي بها أسماء الكثير من الأعمال الأدبية والأعلام الذين ورد ذكرهم في المنجز، وأضاف رستم: استطاع الأديب أن يصوغ من الألم نهاية جميلة ساحرة .
والعنونة هنا حكاية كاملة تسترخي على وسادة المجاز، عتبة تحيلك إلى الواقع أكثر مما تحيلك للنص، والمنجز توثيق مؤلم لبعض لحظات الحرب العبثية حرب الأخوة، الحرب التي داهمت البلاد ، فأكلت الأخضر واليابس وتركت وطنه مثخناً بالفجائع ..
وقد وفق الكاتب في شد خيوط الخط الدرامي المرتبط بالأحداث ، حيث بدأ هادئاً تنامى مع الأحداث إلى أن وصل ذروة العقدة فالخاتمة.
وإذا كانت الحبكة في الرواية مبنية على سبب ونتيجة، فإن مأساة الوطن هي عجن السبب وخبز النتيجة.
يسحرك السرد ببريق جمله الشعرية، فلا يمكنك إلا أن تتابع، وكأن الأديب قد حبك من الخيط السردي جزرة غواية، عبر خصوبة لغته وصهيل حروفه الجامحة..
يمكننا أن نقرأ بعض الجمل الشعرية وولع الأديب بالشعر جعله يقطع الخيط السردي بــ عنونات شاعرية “كحورية البحر تغويه عند أفول الليل”.
وأضاف رستم: لعلها تجربة جديدة مغايرة تطرح الكثير من أسئلة الدهشة حين مزح خيال الصورة مع خيط السرد، وبالتأكيد أن قيمة التجربة الإبداعية هي مخزونها الرؤيوي والجمالي والثقافي ، ذات البعد الاجتماعي.
وحاول الأديب إظهار اللحمة الوطنية ، الوجه الحقيقي للوطن بكل اثنياته لذلك عشقَ عمار رانيا، وحضر في الحدث أبو حنا وهي شخصيات تمثل الأطياف السورية.
واختتم رستم بسؤال:هل هذا المنجز بقالبه وثوبه وشكله، إنما هو استجابة لطبيعة العصر ولسرعة الاختصار؟ وهل الشعرية فيه جاءت كنوع من تداخل الأجناس الأدبية؟
