طرطوس _ فادية مجد :
مع اقتراب أيام العيد وتحضيراته التي كانت مصدر بهجة لرب العائلة والعائلة بأكملها منذ سنوات خلت.
تحول في أيامنا هذه إلى مصدر هم وغم ، فالأسعار كاوية والغلاء عم كل شيء وليس باستطاعة أي موظف يعمل عملا إضافيا مع راتب زوجته أن يكفيهم لعشرة أيام مع الحرص والتدبير ، فماحال صاحب الأسرة الذي لاعمل له ، كيف سيتدبر أمره ، وهل بمقدوره أن يفرح أطفاله بشراء مستلزماتهم للعيد من ملابس وأحذية ، إضافة إلى حلويات العيد والتي هي السمة الأبرز لأيامه ، وفرحة الأطفال بتذوق مالذ وطاب في ظل غلاء كوى القلوب قبل الجيوب ؟!
والسؤال الذي يطرح هنا أيضا … الأسعار التي يتبجح أصحاب المحال التجارية المختلفة بأنها نظامية
هل هي أسعار مدروسة من قبل الجهات المعنية والتي تتغنى أنها مناسبة لذوي الدخل المحدود. ؟ وإن كانت تلك الأسعار هي مخالفة لتسعيرة التموين وهي كذلك
أين الإجراءات الرادعة لمنع تلك التجاوزات والغلاء الفاحش وهل سيتم تخديرنا بتسطير الضبوط والسلام ؟!
ومع استمرار تلك التجاوزات والإجراءات غير الرادعة يبدو أن أغلب ذوي الدخل المحدود في طرطوس وما أكثرهم سيمضون عيدهم من دون شراء حلويات والتي سابقت أسعارها ارتفاع درجات حرارة الصيف بلهيبها وليكتفي المواطن بالفرجة فقط ( شم ولاتدوق )
وفي جولة قمنا بها في أسواق مدينة طرطوس بدأت أسعار الشوكولا للكيلو الواحد ب ١٧ ألفاً ووصلت حتى ٦٠ ألف ليرة ، فيما وصل كيلو ( الملبس ) السادة الى ٢٥ ألف ليرة .
وبالانتقال إلى الحلويات وصل سعر كيلو غريبة اللوز إلى ١٨ ألف ليرة ، وكيلو البرازق ٢١ ألف ليرة ، وعلبة البتيفور المشكل وزن كيلو وصل سعرها إلى ١٨ ألف ليرة ، وكيلو البتيفور بالمكسرات وصل إلى ٢٨ ألف ليرة
ولابد لنا هنا من ذكر أن أسعار تلك الأنواع من الحلويات تتفاوت وتختلف من بائع لآخر ، وحسب شهرة المحل ، وموقعه ، ولو تم استخدام نفس المكونات في صناعة الحلويات .
صاحب محل حلويات معروف في مدينة طرطوس عزا الارتفاع في أسعار الحلويات إلى ارتفاع المواد الداخلة في صناعتها ولاسيما أن أغلب حلوياته هي بالسمن الحيواني ، وقال : سعر تنكة السمنة تكلفني مئتي ألف ليرة ، عدا عن غلاء أسعار المكسرات وباقي المواد وأجور العمال .
وبمتابعة جولتنا وجدنا أن أسعار المعمول قد حلقت عاليا والذي كان أغلب ذوي الدخل المحدود يحرصون على شرائه في موسم الأعياد ، وكل محل له سعر ينقص بألفي ليرة أو يزيد ألفي ليرة .. فوصل سعر كيلو البلورية بالفستق الحلبي والسمن العربي إلى ٦٥ ألف ليرة ، والبقلاوة بالسمن العربي إلى ٦٠ ألف ليرة للكيلو الواحد ، فيما وصل كيلو معمول التمر إلى ٢٢ ألف ليرة ، ومعمول الجوز إلى ٣٨ الف ليرة وبالفستق وصل الكيلو منه إلى ٦٥ ألف ليرة
وهنا لابد لنا من الإشارة إلى أي أسرة تحتاج لشراء ٢ كيلو من أي نوع كحد أدنى وعلى سبيل المثال ٢ كيلو معمول التمر يكلف ٤٤ ألف ليرة فقط ، دون شراء نوع آخر ، ودون حساب مصاريف طعام وشراب .
أغلب محال الحلويات خلت من المشترين إلا من طبقة محدودة وهي الميسورة جدا ، والباقي اكتفى بالنظر للواجهة وإكمال طريقه ، فالحلويات أصبحت من المنسيات وخارج قائمة مستلزمات العيد .
أغلب السيدات اللواتي التقينا بهن أجمعن أنهن سوف يقمن بصنع كعك العيد في المنزل ، مكتفيات بهذا النوع فقط كإرضاء لأبنائهن الصغار ، وتقديمه للضيوف .
تقول أم إبراهيم : اشتريت ٢ كيلو طحين وقالب زبدة ومستلزمات المعمول من بهاراته اللازمة ، ولدي كمية قليلة من الجوز محتفظة بها منذ فترة ، ومع هذا سوف يكلفني ٢ كيلو معمول مبلغ ١٥ ألف ليرة ، وأنا راضية جدا بذلك ، بدلا من شرائها بأسعار كاوية ، وغير موثوقة النظافة .
أما أم أمي فقالت : لن اشتري حلويات ولن أقوم بصنعها في المنزل ، فالكهرباء لاتأتي سوى ثلاثة أرباع الساعة ، ولا نعلم متى تنقطع ، فليس لها توقيت محدد ، وصنع الحلويات يعتمد على مجيء الكهرباء ، ولهذا سأكتفي بصنع قالب كاتو لأبنائي ، وضيوفي نحتسي معهم المتة والقهوة ، فليس لنا طاقة على شراء الحلويات ، وبالكاد نؤمن طعامنا وشرابنا .
أغلب السيدات أجمعن على صنع الحلويات في المنزل مقاطعات بشكل نهائي شراء الجاهز منها ، قائلات لنا
: نسينا الحلويات منذ سنوات طويلة ، وعيدنا أصبح ( سادة ) بلا سكر وفستق ..