الثورة – غصون سليمان:
كثيرة هي المشكلات المجتمعية التي يتفاقم بعضها بشكل اعتباطي نتيجة الإهمال واللامبالاة، فواقع القمامة على سبيل المثال لا الحصر لا يسر البال بعدما باتت الشاهد الأكثر سوءا وتلوثا للبصر والنظر في الشوارع الرئيسية والفرعية والحارات وأمام الأبنية المختلفة فلم يعد ترحيلها منتظما فربما تبقى أسابيع وأكثر من شهر، تتعثر بها أقدام المارة من صغار وكبار .
ولعل الأخطر هنا رؤية أناس من أعمار مختلفة يقومون بنبش أكياس القمامة لجمع ما يريدون جمعه مما يفيد البيع والاستفادة، غير آبهين بفعلهم المأساوي وانعكاسه على الصحة العامة ،وإذا ما نصحت أحدهم وقمت بردعه، لايتوانى عن نقدك وامتعاضه منك.
فلو كانت البلديات ومجالس المدن والبلدات كل يقوم بدوره بتأمين الآليات اللازمة دون تبرير الحاجة بقلة المحروقات الخاصة بها دائما، لما رأينا العديد من تراكم الوجع البيئي.
في قرية حيالين التابعة لمنطقة مصياف أوجد الأهالي حلا مناسبا إلى حد ما لتجميع القمامة من خلال عملية قص البراميل المتوفرة عند حداد القرية والتي لم يعد لها حاجة مع غياب مادة المازوت فأصبح تقريبا أمام كل منزل أو عدة منازل حاوية ،وإذا ما مر ” تركتور” البلدية ورحٌل القمامة بانتظام فلا مشكلة تذكر .
أما أن تبقى دون ترحيل لأسابيع بحجة نقص المحروقات فهنا المشكلة حقيقة ..والسؤال المطروح دائما أين مخصصات هذه الآلية وغيرها .
لعلنا جميعا نحتاج صدق النوايا في العمل والرأفة بأنفسنا بموقع المسؤولية كي ينعكس خير الفرد على المجتمع والبيئة التي يعيش فيها.