في ذكرى النكبة.. الإرهاب الصهيوني يتواصل والفلسطينيون عائدون

الثورة -كتب المحرر السياسي ناصر منذر:

قبل أربعة وسبعين عاماً قامت العصابات الصهيونية في هذا التاريخ وبمساعدة مباشرة من سلطات الاحتلال البريطاني آنذاك بطرد وتهجير أكثر من 750 ألف فلسطيني من مدنهم وقراهم بعدما ارتكبت بحقهم مجازر وحشية راح ضحيتها آلاف الشهداء، فضلاً عن تدمير مئات القرى والمدن الفلسطينية، وإحلال عشرات المستوطنات مكانها، ليتحول الفلسطينيون المهجرون إلى لاجئين في الدول المجاورة، وهم لا يزالون يحتفظون بمفاتيح منازلهم على أمل العودة القريبة إلى أرضهم وديارهم التي شردوا منها عنوة وتحت تهديد السلاح.
وخلال 74 عاماً وحتى الآن تعمل قوات الاحتلال الصهيوني بكافة السبل على طمس المعالم التاريخية والحضارية لفلسطين التاريخية، منها التوسع الاستيطاني ومصادرة الأرض، ومصادرة أملاك الغائبين، وهدم المنازل والبيوت والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وتهويد أسماء المواقع الفلسطينية، وسرقة ثروات وتراث الشعب الفلسطيني، ونسبته للكيان الصهيوني، لكن بفضل المقاومة البطولية التي يبديها الفلسطينيون بمساعدة المحور المقاوم في المنطقة وعلى رأسه سورية، فإنهم يقفون سداً منيعاً أمام مخططات الاحتلال لاستكمال عمليات التهويد الممنهجة، وأنشؤوا على مدار العقود الماضية أجيالاً متعاقبة تقدس الأرض وترفض كل أشكال الاحتلال، وتتمسك بكل إصرار وعزيمة بحق العودة الذي كفلته كل الشرائع والقوانين الدولية.
يوم الخامس عشر من أيار عام 1948 لم يكن بداية النكبة، وإنما بدأت قبل عقود طويلة عندما سارعت دول الاستعمار القديم إلى تنفيذ مطالب المنظمات الصهيونية العالمية بإنشاء “وطن لليهود”، وهنا يحضر وعد بلفور المشؤوم عام 1917، الذي يعد واحداً من أخطر فصول المؤامرات التي حيكت لمنطقتنا العربية، والمتواصلة حتى اليوم بهدف تفتيتها وتدميرها، حيث قدم وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور آنذاك وعده المشؤوم للحركة الصهيونية بإقامة “وطن قومي لليهود في فلسطين”، وهذا الوعد أطلق يد العصابات الصهيونية لترتكب أبشع الجرائم بحق الإنسانية، فاستشهد آلاف الفلسطينيين بسلسلة مجازر وعمليات قتل ممنهجة، وليست المجازر التي ارتكبت في دير ياسين وصفد وقبية والطنطورة إلا أمثلة قليلة على الفظائع التي ارتكبتها عصابات الإجرام الصهيونية قبل تاريخ النكبة بسنوات كثيرة، ليأتي بعد ذلك دور عصبة الأمم المتحدة التي شرعنت الاحتلال البريطاني لفلسطين بمسمى انتداب عندما أصدرت صك الانتداب عام ١٩٢٢ و التي تحتوى جميع بنوده على تسهيل وتهيئة الظروف العسكرية والاقتصادية والإدارية لتنفيذ وعد بلفور المشؤوم.
الخامس عشر من أيار عام 1948 يختزل النزعة الإرهابية الصهيونية التي جعلت من فلسطين جرحاً نازفاً لم يندمل حتى اليوم. إذ لا يزال الشعب الفلسطيني يعاني من ويلات الاحتلال والمؤامرات، وأخطرها اليوم ما يسمى “صفقة القرن” التي تريدها واشنطن جسراً لتصفية القضية الفلسطينية ووأد الحقوق المشروعة لشعبها، كما أن الحرب الإرهابية التي تقودها الولايات المتحدة ضد سورية لاحتضانها القضية الفلسطينية، والدعم الغربي اللا محدود للتنظيمات الإرهابية في المنطقة هي جزء من تلك التحديات والمؤامرات الرامية لتصفية الوجود الفلسطيني، ولكن تجارب التاريخ تؤكد أن الحق سيعود لأصحابه طال الزمن أم قصر.

آخر الأخبار
قمة فوق سوريا... مسيرات تلتقي والشعب يلتقط الصور لكسر جليد خوف التجار..  "تجارة دمشق" تطلق حواراً شفافاً لمرحلة عنوانها التعاون وسيادة القانون من رماد الحروب ونور الأمل... سيدات "حكايا سوريا" يطلقن معرض "ظلال " تراخيص جديدة للمشاريع المتعثرة في حسياء الصناعية مصادرة دراجات محملة بالأحطاب بحمص  البروكار .. هويّة دمشق وتاريخها الأصيل بشار الأسد أمر بقتله.. تحقيق أميركي يكشف معلومات عن تصفية تايس  بحضور رسمي وشعبي  .. افتتاح مشفى "الأمين التخصصي" في أريحا بإدلب جلسة حوارية في إدلب: الإعلام ركيزة أساسية في مسار العدالة الانتقالية سقوط مسيّرة إيرانية بعد اعتراضها من قبل سلاح الجو الإسرائيلي في  السويداء.. تصاعد إصابات المدنيين بريف إدلب تُسلط الضوء على خطر مستمر لمخلفات الحرب من الانغلاق إلى الفوضى الرقمية.. المحتوى التافه يهدد وعي الجيل السوري إزالة التعديات على خط الضخ في عين البيضة بريف القنيطرة  تحسين آليات الرقابة الداخلية بما يعزز جودة التعليم  قطر وفرنسا: الاستقرار في سوريا أمر بالغ الأهمية للمنطقة التراث السوري… ذاكرة حضارية مهددة وواجب إنساني عالمي الأمبيرات في اللاذقية: استثمار رائج يستنزف الجيوب التسويق الالكتروني مجال عمل يحتاج إلى تدريب فرصة للشباب هل يستغلونها؟ تأسيس "مجلس الأعمال الأمريكي السوري" لتعزيز التعاون الاقتصادي بين دمشق وواشنطن تسهيل شراء القمح من الفلاحين في حلب وتدابيرفنية محكمة