الثورة – حرر التقرير الإخباري دينا الحمد:
احتفلت اليابان اليوم الأحد بالذكرى الخمسين لعودة أرخبيل أوكيناوا الذي احتلته الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، لكن الاستياء لا يزال ظاهراً ضد وجود عسكري أميركي كبير.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية (ا ف ب) في تقرير لها اليوم، أن هذه الذكرى اتسمت بتظاهر سكان أوكيناوا وأنصارهم الذين ينتقدون بشدة ثقل القواعد الأميركية، بينما يتمركز في الأرخبيل غالبية الجنود الأميركيين البالغ عددهم 55 ألفاً في اليابان.
وأشارت الوكالة إلى أنه خلال الاحتفالات الرسمية بحضور رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، بدا واضحاً استياء السكان المحليين منذ زمن طويل من القواعد الأميركية المتمركزة على أراضيهم.
وقال جينشيرو موتوياما (30 عاماً) الذي يحضر شهادة دكتوراه ويتحدر من أوكيناوا ومضرب عن الطعام أمام مبنى حكومي في طوكيو، لوكالة فرانس برس هذا الأسبوع “لست في مزاج يسمح لي بالاحتفال” بهذه الذكرى.
وتمثل محافظة أوكيناوا 0,6 بالمئة فقط من إجمالي مساحة اليابسة في اليابان، ولكن أكثر من 70% من الرقعة الإجمالية للمنشآت العسكرية الأميركية في البلاد، تقع على أراضيها.
وأثار الاستياء من القواعد هناك حوادث عدة: تلوث سمعي وبيئي، وتحطم مروحيات واعتداءات جنسية، بما في ذلك اغتصاب فتاة تبلغ من العمر 12 عامًا من قبل جنود أميركيين في 1995.
وقال موتوياما “لا يمكننا الاحتفال إلا عندما يتم البت في قضية القواعد الأميركية بطريقة مرضية لشعب أوكيناوا”.
وتفاقم استياء السكان جراء مشروع نقل قاعدة فوتينما الجوية، التي توصف بأنها “أخطر قاعدة في العالم” من موقعها الحالي في أوكيناوا، حيث توجد كثافة سكانية مرتفعة، إلى منطقة هينوكو الأقل كثافة سكانية في الشمال. ويفضل الكثيرون نقل القاعدة إلى مكان آخر في اليابان. وصوت أكثر من سبعين بالمئة من المشاركين في استفتاء محلي غير ملزم أجري في 2019 ضد نقلها إلى هينوكو.
من جهة أخرى، أظهر استطلاع نشرته القناة التلفزيونية العامة هذا الشهر، أن ثمانين بالمئة من اليابانيين ينظرون بعين الريبة إلى الوجود الأميركي في أوكيناوا.
وذكرت وثيقة سلمها محافظ أوكيناوا الثلاثاء الماضي إلى رئيس الوزراء الياباني أن “سكان محافظة أوكيناوا يتحملون عبئًا ثقيلًا جداً، معتبرة مشروع النقل بأنه “تمييزي”.
ويؤكد نواب أن نقل بعض القواعد العسكرية من أوكيناوا سيوفر مساحة لأنشطة يمكن أن تعزز الإيرادات من خلال جذب المزيد من السياح، على سبيل المثال.
وانتهى الاحتلال الأميركي لليابان في 1952، إلا أن استعادة اليابان لجزر أوكيناوا (جنوب غرب) التي شهدت معركة دامية من نيسان إلى حزيران/ 1945، استغرقت عشرين عاماً.
وتُعد أوكيناوا التي يمثل الوجود العسكري الأميركي 5 بالمئة من إيراداتها السنوية، أفقر منطقة في اليابان، مع معدل فقر للأطفال يقارب 30 بالمئة، أي أكثر من ضعف المعدل الوطني.