الثورة- نور جوخدار
تتواصل المواجهات العسكرية المتبادلة بين إسرائيل وإيران لليوم الثالث على التوالي منذ فجر الجمعة، من دون أي بوادر للتهدئة في الأفق القريب، ما يطرح عدة تساؤلات حول إمكانية تدخل الوساطات الدولية وعودة الطرفين إلى طاولة المفاوضات؟.
وفي هذا السياق، أعلن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي أن المحادثات التي كان من المقرر أن تُعقد في مسقط بين الولايات المتحدة وإيران اليوم الأحد لن تنعقد، من دون تحديد موعد بديل، في خطوة تعكس تعقيد المشهد، مع إبقاء باب الحوار مفتوحاً دون إغلاقه نهائياً.
وأفاد موقع أكسيوس الأميركي نقلاً عن مسؤولين بأن وزير الخارجية الإيراني أبلغ نظراءه باستعداد طهران للعودة إلى طاولة المفاوضات، لكن بعد الرد على إسرائيل.
في المقابل، أكدت وزارة الخارجية الأميركية التزامها بمواصلة المسارالتفاوضي مع إيران، رغم تعليق جولة المفاوضات السادسة، معربة عن أملها في عودة طهران سريعاً إلى المحادثات.
وفي ظل التصعيد، بدأت عدة أطراف دولية التحرك للوساطة، حيث أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استعداد بلاده للوساطة بين إسرائيل وإيران، جاء ذلك خلال مكالمة هاتفية أجراها مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، استغرقت نحو 50 دقيقة، وكشف مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، أن بوتين وترامب لا يستبعدان العودة إلى مسارالمفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني، كما أجرى بوتين اتصالين هاتفيين منفصلين مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وأبلغ فيه الأخير، باستعداده “لأداء دور وساطة” مع إيران لتجنب تصعيد جديد للتوترات.
من جهته، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في وقت سابق أمس خلال اتصال مع نظيره الإيراني إلى “ضبط النفس والعودة السريعة للمفاوضات”.
فيما أجرى ترامب سلسلة اتصالات هاتفية مع عدد من رؤساء دول عربية ودولية منها، الفرنسي إيمانويل ماكرون، و التركي رجب طيب أردوغان، وأمير دولة قطرالشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حيث شدد الجميع على ضرورة خفض التصعيد بين إيران وإسرائيل واللجوء للحلول الدبلوماسية.
ويرى محللون سياسيون أن قطر هي الدولة الوحيدة القادرة على لعب دورالوساطة، بفضل علاقاتها المتوازنة مع كلا الطرفين وتجربتها الناجحة في الوساطات الإقليمية والدولية، ويؤكد المحللون أن طهران لن تعود إلى المفاوضات قبل توجيه “ضربة مؤلمة” لإسرائيل، تثبت فيها أنها أخذت بثأرها، وربما تعلن خلالها عن قدرات عسكرية جديدة توصل بها رسالة واضحة إلى واشنطن بأن “تدمير برنامجها النووي ليس أمراً واقعياً”.
وكان من المقرر أن تُعقد الجولة السادسة من المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة اليوم الأحد في العاصمة العمانية مسقط، إلا أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة تسببت في تعليقها.
وبين التصعيد العسكري وتعقيد المساعي الدبلوماسية، يبقى المشهد مفتوحاً على كافة الاحتمالات، وسط ترقب إقليمي ودولي حذر لما ستؤول إليه الأوضاع في الساعات المقبلة.