الثورة- نيفين أحمد :
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية في تقرير نُشر مؤخراً عن تفاصيل مثيرة تتعلق بعملية أمنية معقدة نفذها جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” داخل إيران في محاولة استباقية لإفشال رد طهران على الضربة الإسرائيلية التي وقعت يوم الجمعة 13 يونيو.
ونقلت الصحيفة عن مصادر استخباراتية مطلعة، أن العملية بدأت قبل أشهر، حيث هرّبت إسرائيل أجزاء من طائرات مسيّرة مزودة بمتفجرات إلى داخل الأراضي الإيرانية وتمت عمليات التهريب باستخدام وسائل متعددة، شملت حقائب السفر، شاحنات تجارية، وناقلات نفط، إلى جانب ذخائر ومكونات إلكترونية حساسة.
وتم تجميع هذه الأجزاء داخل إيران بواسطة عملاء محليين، ثم وزّعت على فرق صغيرة كانت تنتظر أوامر التنفيذ.
ووفق المصادر تولت هذه الفرق تنفيذ الهجوم المركّب الذي نُفّذ في توقيت متزامن مع الضربة الإسرائيلية الكبرى.
ووفقاً للتقرير جرى تدريب قادة هذه المجموعات في دولة ثالثة لم يُكشف عن اسمها، قبل أن يعودوا إلى إيران لتدريب باقي العناصر الميدانية.
وقد اتسمت الخطة بدقة عالية، حيث تمركزت الفرق الهجومية بالقرب من منظومات الدفاع الجوي الإيرانية ومنصات إطلاق الصواريخ، بانتظار لحظة التنفيذ.
مع بدء الهجوم الإسرائيلي، تحركت هذه الفرق لتعطيل أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية من الداخل، بينما هاجمت وحدات أخرى عشرات من منصات إطلاق الصواريخ وشاحنات النقل المخصصة لنقلها نحو مواقع الإطلاق.
وبحسب المصادر، فقد أدى هذا الهجوم إلى تدمير عدد كبير من الصواريخ قبل أن يتم استخدامها، ما فسر جزئياً محدودية الرد الإيراني لاحقاً.
تشابه تكتيكي مع الحرب في أوكرانيا
في تعليق لافت، أشار موقع “واينت” الإخباري العبري إلى أن التكتيك المستخدم في هذه العملية يُشبه إلى حد كبير الأساليب التي اعتمدتها أوكرانيا مؤخراً في مهاجمة القوات الروسية باستخدام طائرات مسيّرة مهربة.
ويعكس هذا النمط من العمليات اتجاهاً عالمياً جديداً نحو استخدام الطائرات المسيّرة كحل منخفض الكلفة وعالي الفعالية في تعطيل القدرات العسكرية للخصوم.
تأتي هذه التطورات في سياق العملية الإسرائيلية التي أُطلق عليها اسم “الأسد الصاعد”، والتي استهدفت عدداً من كبار القادة العسكريين والأمنيين، فضلاً عن علماء مرتبطين بالبرنامج النووي الإيراني.
ورغم أن إيران أطلقت قرابة 200 صاروخ في ردها على الهجوم، إلا أن إسرائيل بحسب وول ستريت جورنال، كانت تتوقع ردًّا أشد ضراوة.
وأفاد التقرير بأن التحضير لهذه العملية بدأ قبل سنوات، إذ كان الموساد على دراية دقيقة بأماكن تخزين الصواريخ ومواقع القيادة الإيرانية. ووفق الصحيفة فإن تل أبيب اختارت بدقة توقيت الهجوم وتمركز الفرق الخاصة داخل إيران لضمان أعلى قدر من النجاح العملياتي وتفادي التصعيد الشامل.
ما نشرته وول ستريت جورنال يُمثل واحدة من أكثر الروايات تفصيلاً حتى الآن عن طبيعة الحرب الخفية بين إسرائيل وإيران، ويشير إلى مستوى غير مسبوق من الاختراق الاستخباراتي الإسرائيلي داخل العمق الإيراني، بما في ذلك القدرة على تنفيذ عمليات دقيقة باستخدام عناصر محلية وتكنولوجيا متقدمة دون الحاجة إلى تدخل عسكري مباشر واسع النطاق.