“حرب المفاعلات” .. هل تقود إلى مستوى جديد من المواجهة؟  

الثورة – فؤاد الوادي: 

بدت كل الاحتمالات مرشحة على طاولة التصعيد، في اليوم الثالث من المواجهة العسكرية الإيرانية – الإسرائيلية، بما في ذلك احتمالات الانتقال إلى مرحلة جديدة من الحرب قد يكون عنوانها “النووي”، ووقودها المنطقة برمتها، وربما العالم بأسره، في ظل تواتر ورود المعلومات عن امتلاك طهران رؤوساً نووية، وبالتوازي مع إعلان دول نووية دعمها المطلق لإيران، من بينها باكستان وروسيا والصين، ليبقى الأمر معلقاً على تغير المعادلات وتطورات المشهد اللحظية، في ظل ارتكاب “حماقة واحدة” من أحد طرفي المواجهة من شأنها أن تدفع سريعاً الى انزلاق المواجهة إلى حرب إقليمية أو عالمية، قد تستخدم فيها كل أنواع الأسلحة والمحرمات والمحظورات الدولية، لاسيما في ظل ارتفاع منسوبي الحماقة والغرور لدى الطرفين.

وعلى قاعدة “المدني بالمدني”، و”النووي بالنووي”، تمضي إسرائيل وإيران بحربهما، حيث دعا نائب بالبرلمان الإيراني إلى الهجوم على مفاعل ديمونا الإسرائيلي، على خلفية الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، وذلك بعد ساعات قليلة من تصريح وزير الدفاع الباكستاني من أن بلاده تدعم طهران بكل الوسائل والسبل، وسط خشية دولية من قيام باكستان بنقل رؤوس نووية إلى إيران.

ورداً على تصريحات وزير الحرب الاسرائيلي التي قال فيها إنه سيحرق طهران، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن إسرائيل تجاوزت الخطوط الحمر الدولية بالهجوم على منشآت إيران النووية، مضيفاً توقع بلاده من المجتمع الدولي الشجب القوي للهجوم على المنشآت النووية”، متابعاً بالقول: “نأمل أن نرى إدانة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية للقصف الإسرائيلي لمنشآتنا النووية”.

وفي إشارة إلى مواصلة إسرائيل هجماتها على المواقع النووية الإيرانية، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي عبر منصة إكس، اليوم الأحد، إن إسرائيل أصدرت تحذيراً للإيرانيين المقيمين قرب المفاعلات النووية في إيران من أجل إخلاء منازلهم.

واستهدفت إسرائيل مواقع عدة في إيران، من ضمنها منشآت نووية، بينها مفاعل نطنز في أصفهان، وأعلنت تدمير مبنى لإنتاج اليورانيوم المعدني وبنية تحتية لتحويل اليورانيوم ومختبرات.

في المقابل، قال التلفزيون الإيراني إن الاستخبارات الإيرانية حصلت على آلاف الوثائق الحساسة الخاصة بمنشآت إسرائيل النووية.

وأوضح أن أجهزة الاستخبارات “حصلت على كمية كبيرة من المعلومات والوثائق الاستراتيجية والحساسة المتصلة بالكيان الصهيوني، بما في ذلك آلاف الوثائق المتعلقة بمشاريعه ومنشآته النووية”.

وهاجمت إسرائيل في وقت مبكر من فجر اليوم الأحد، مستودع الوقود الرئيسي في طهران، ما أدى إلى حدوث انفجارات ضخمة، وفق ما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤول بوزارة النفط الإيرانية.

ويقع هذا المستودع في منطقة سكنية، ما يعني أن استهدافه قد يوقع خسائر، في محاولة لتأكيد التهديدات الإسرائيلية بإحراق طهران.

وكانت وسائل إعلام إيرانية، أعلنت تفعيل أنظمة الدفاع الجوي في العاصمة حيث تم ضرب ميناء للغاز في بوشهر، وحقلين آخرين، بينما ردت طهران بقصف منشأة وقود إسرائيلية.

وتنقل الضربة الإيرانية لمنشآت طاقة إسرائيلية المواجهة إلى مستوى جديد يقوم على مبدأ منشأة بمنشأة، بما يسفر عن تداعيات خطيرة غير محسوبة العواقب، في وقت تحدثت فيه وسائل إعلام إسرائيلية عن إصابة مباشرة لمنشأة استراتيجية قرب مدينة حيفا بصواريخ إيرانية فرط صوتية تستخدم للمرة الاولى ويمكنها إحداث فرق في المواجهة.

هذه التطورات، تأتي في ظل مسارعة بعض الدول المحيطة بطرفي الصراع، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، تفادياً لوقوع أي مفاجآت خطيرة، لاسيما انفجارات أو هجمات نووية قد ينشأ عنها تسرب إشعاعات، حيث أكد مجلس التعاون الخليجي عدم رصد أي مؤشرات إشعاعية غير طبيعية في أي من دول الخليج حتى اللحظة، مشيراً إلى أن المؤشرات البيئية والإشعاعية لا تزال ضمن المستويات الآمنة والمسموح بها فنياً.

في حين فعّلت دول مجلس التعاون الخليجي”مركز مجلس التعاون لإدارة حالات الطوارئ”، جزئياً ضمن إجراءات الاستجابة الإقليمية، وتعزيز التكامل والعمل المشترك، بالتعاون مع الأجهزة المختصة الخليجية.

التطور الخليجي جاء على وقع التصعيد الإسرائيلي في إيران واستهداف منشآت نووية وبنى تحتية في أنحاء واسعة من طهران ومدن إيرانية، ما يضخم خشية حدوث تسرب إشعاعي يطول الدول المجاورة، وبالتالي جاء التحرك الخليجي لضمان عدم حدوث أي عواقب.

كما أعلنت الكويت عن جاهزية 90 مركزاً للإيواء مهيأة بالكامل، وتخضع لمتابعة دورية من الدفاع المدني الكويتي، فضلاً عن تفعيل خطط الطوارئ الميدانية، وذلك في إطار الاستعدادات نتيجة التصعيد العسكري في المنطقة.

وفجر الجمعة 13 يونيو، شنّ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة النطاق ضدّ إيران أطلق عليها اسم “الأسد الصاعد”، حيث قصف سلاح الجو أهدافاً عسكرية ومواقع للبرنامج النووي الإيراني، بالإضافة إلى تصفية عدد من القيادات العسكرية الإيرانية والعلماء في المجال النووي.

من جهته، أعلن الحرس الثوري الإيراني أن طهران أطلقت عملية “الوعد الصادق 3” رداً على الضربات الإسرائيلية.

وشنّت إيران خلال اليوميين الماضيين، عدة موجات من الإطلاقات الصاروخية باتجاه “إسرائيل” من الشمال حتى الجنوب، وأدت الضربات الصاروخية الإيرانية إلى مقتل 3 إسرائيليين في المجمل وإصابة العشرات، بالإضافة إلى دمار هائل لا سيما في تل أبيب وسط إسرائيل.

آخر الأخبار
تكريم "أبناء الشهداء" في إدلب.. وفاءً للتضحيات ورسالةَ أملٍ للأجيال الشيباني يبحث مع سفير البحرين تطوير العلاقات وتعزيز التعاون جهود ميدانية مكثفة في ريف اللاذقية لإخماد الحرائق رغم تحديات التضاريس ومخلفات الحرب وزير الإعلام يبحث في برلين تعزيز التعاون بين سوريا وألمانيا "إطفاء حسياء" ينفذ مهمة نوعية لضمان تغذية كهربائية للمستثمرين تفعيل قسم الجراحة وعيادة الأطفال بمستشفى صلخد الوطني الأمم المتحدة تخصص 625 ألف دولار لدعم الاستجابة الطارئة في اللاذقية "صندوق التنمية".. أداة وطنية لإعادة الإعمار وتطوير البنية التحتية يوم حقلي لتجربة صنف بذار بطاطا جديد في درعا صندوق الإعمار يمول المشاريع بشكل مباشر بلا تعقيدات بيروقراطية صندوق التنمية.. رافعة استثمارية جديدة ونهج لإدارة الأزمات الاقتصادية لليوم الثامن ..استمرار جهود الإطفاء في اللاذقية بمشاركة محلية وإقليمية وزير الطوارئ.. فرق من الرقة والحسكة ودير الزور تشارك في إخماد حرائق اللاذقية متابعة الواقع الفني والتقني لمحطة تحويل كهرباء أيوبا بالقنيطرة من رقابة الأمن إلى رقابة المجتمع.. هل يتحرر العمل الأهلي متمكناً بالثقة المجتمعية!؟ مشروع لتحسين غزارة إرواء مدينة درعا بمياه الشرب الشرع: أهمية الشفافية وضمان مشاركة واسعة بانتخابات مجلس الشعب  تربية القنيطرة: تصحيح مواد شهادة التعليم الأساسي بكفاءة ودقة من الإعمار إلى النمو.. انطلاقة جديدة للاقتصاد السوري  بعد ترحيب دمشق ونصائح واشنطن.. هل تعيد "قسد" مقارباتها الوطنية؟