الملحق الثقافي – ديب علي حسن:
منذ نصف قرن بالتمام والكمال أصدر أدونيس كتابه المهم جداً زمن الشعر وفيه يقدم رؤيته للشعر الذي أسماه الشعر الجديد ..
وكان قد سبقه كتاب مقدمة للشعر العربي صدر عام ١٩٧١ ..وفيه قراءة جديدة للشعر العربي الذي تجاوزما يسمى ( قديم )
في كتابه زمن الشعر الذي صدر عام ١٩٧٢ م يقول أدونيس في تعريف الشعر: لعل خير ما نعرف به الشعر الجديد هو أنه رؤيا والرؤيا بطبيعتها قفزة خارج المفهومات السائدة.
هي إذن تغيير في نظام الاشياء وفي نظام النظر إليها..فقوام الشعر الجديد معنى خلاق توليدي لا معنى سردي وصفي..إنه كما قال الشاعر الفرنسي رينه شار ( الكشف عن عالم يظل أبداً في حاجة إلى الكشف ) ويضيف أدونيس: لذلك فإن من خصائصه أن يعبر عن قلق الإنسان أبدياً.. الشاعر الجديد متفرد متميز في الخلق .. ليس الأثر الشعري انعكاساً ..بل فتح.. وليس الشعر رسماً ..بل خلق..
وفي مكان آخر من الكتاب نفسه يقول : النظريات كلها لا تصنع شاعراً ولا تخلق قصيدة ..والقضية الحقيقية في الشعر ليست ما تقوله النظرية بل ما تقوله القصيدة.
إن قصيدة عظيمة يمكن أن تلغي جميع النظريات في كتابة القصيدة ..لكن جميع النظريات لايمكن أن تلغي شاعراً عظيماً في هذا سر الشعر..واحد في كثير ..وما ينفي قد يكون هو نفسه ما يثبت.
وخلص إلى القول : ما أطمح إليه إذن هو أن يخرج الشعر من مجرى الشعر من عادة الشعر ..أن يكون أبداً في مستوى الطاقة التي تكمن في هذه القصبة التي نسميها الإنسان كما سماها باسكال والتي هي طاقة بلا حد.
هذه لمع من كتاب زمن الشعر لأدونيس الذي كما قلنا صدر قبل نصف قرن …فهل مازال أدونيس يلتقط جمر الجديد ويقدمه ويدعو إليه..؟.
في معرض الكتاب الدولي ( أبو ظبي ) كانت محاضرته التي قدم وجدد الرؤيا للانخراط بالشعر وكم هو رائع حين يقول.. مادام الحب سيبقى الشعر …وإذا مات الشعر مات العرب…
رقم العدد 1097
التاريخ: 31/5/2022