الثورة – حمص- رفاه الدروبي:
تمتع أمس جمهور القاعة الأثرية في كنيسة الأربعين بندوة حمل عنوانها “إضاءات عن فرحان بلبل أديباً ومثقفاً ومخرجاً مسرحياً ومؤلفاً” شارك فيها الدكتورة رشا العلي والناقد عطيه مسوح، والمخرج أكرم شاهين مع عرض مشهد من أعمال بلبل المسرحية قدَّمتها فرقه أصدقاء المسرح باللاذقية بحضور الأديب والمسرحي فرحان بلبل رافقه الرعيل الأول من فرقه المسرح العمالي ضمن الأيام المسرحية والفنية والثقافية للملتقى أورنينا للثقافة والفنون.
تناولت الدكتور العلي فصول السيرة الذاتية في كتاب المسرحي والأدب فرحان بلبل “المسرح حكاية موت” وأبدت فرحتها العارمة لأنها لأول مرّة تتحدث أمام قامة كبيرة وشخصية مسرحيَّة حمصية أصيلة لها تاريخها وإنجازاتها مع أبي الفنون، وينتمي إلى جيل رواد أرسوا دعائم قوية فيه.
الدكتورة رشا غاصت في سيرته الذاتيه الحافلة بإنجازات مسرحية وفرقة المسرح العمالي كان لها بصمتها على المجتمع السوري، وكان للبلبل تأثير ليس على المسرح السوري فحسب بل والعربي أيضاً، لافتة بأنَّه لايمكن تخصيص جلسة واحدة لتناول سيرته الذاتية لكن ماشدَّها في كتاب ” المسرح حكاية موت” لأنَّها وجدت في الفصل الأخير منه متعة أثناء قراءته عندما رحل في عوالمه إلى سنوات الطفولة الأولى ووجدتها في فصله الأخير.
بينما رأت الدكتورة العلي أنَّ أهمَّ مايميز سيرته الامتداد الزمني لمدة أربعة عقود لفرقة نادراً ماتستمر الاستمرارية نفسها لأنَّ قائدها كان يسير وفق أسس منهجية كي يعطي درساً لكلِّ مسرحيٍّ عربي، ويستعيد أحداثاً وعالماً أسسه كي يعبر عن علاقته بالفن المسرحي مايعكس صدق السيرة، وتساءلت عن أسباب لجوئه لسيرته الذاتية فوجدت أسباباً متعلقة بالأديب ذاته، حيث انعكست حياته الشخصية لطرح مسرحيات تهتم بالجانب الإنساني وقضايا الناس والتغلغل ضمن المجتمع، ولعل
مسرحية “الثأر الموروث” أخرجها بعد أن دفعه الفنان إسكندر عزيز ليخوض تجربته لوحده بالإخراج فطرق باب مسابقات المواهب الأوائل من الطلبة وشارك بها البلبل لها فوجد فكرة التعلم حاضرة من خلال مسرح الطفل، وفتح آفاقاً له من خلال نجله عمار عندما اكتشف موهبة كامنة لديه.
َكما اعتبرت بأنَّ مسرحية “الجدران الرمزية” انعطافاً في عالم المسرح لكنَّه لم يقم بإخراجها نتيجة عدم امتلاكه أدوات المسرح بعد فترك المهمة للمخرج المصري محمود حمدي، فنجح العمل بسبب أنَّها كانت أكثر التصاقاً بالحياة، واستطاع أن يكون له دور في الحياة الثقافية في واسطة العقد ليكون أحد مؤسسي نادي دوحة الميماس، ووجد ضالته بانتقاء المواهب المسرحيَّة الشابة ليؤسس مسرح الطفل، ويضيء عالم المسرح بأعمال كان لها دور هام على الكبار والصغار لأنَّه خرج من المباشرة والالتزام ليقوم على فكرة الصراع ضمن العمل فأدخل أغاني وقصائد رددّها الأطفال إثر إنتهاء المسرحية لأنَّ أغلبها تطل على مسرح العائلة.
أمَّا الناقد عطية مسوح فتناول “الواقعية في سيرته الذاتية”، ورأى بأنَّ الحديث عن بلبل يشترك به العقل والقلب معاً، واضعاً القلب في المرتبة الأولى لأنَّ من يعرفه سرعان ما يلمس نبله واستقامته ورقة قلبه وخفة ظلهِّ، وكلَّما ازدادت معرفتك له اشتدَّ سطوع الخصال الإنسانيَّة ليعزز ثقته به.
كما أضاف الناقد مسوح بأنَّ قراراته الأولى تشعرك بأنَّك في حضرة مثقف متمرس متعمق متمثل، لافتاً بأنَّه رجل الثقافة وهمَّه تحفيزك لعمل ثقافي ويحرك في العقل الأفكار، ووضح بأنَّ الجوانب الثقافية في المسرح العمالي ظهرت في كيفية إدارته ونشاطه المتميز وقيادته لفرقة كانت قيادة مثقف في مجال عمله متمتع بصفات ساميَّة جعلته يحظى باحترام شركائه ومحبتهم وجوهر حسن العلاقة يثق بنفسه وبالآخرين.
السابق