يؤكد التصعيد الإسرائيلي مجدداً أن “إسرائيل” لم تتعلم بعد من دروس وتجارب الماضي، فالغرور الإسرائيلي ما يزال يدفع بالكيان الصهيوني إلى ارتكاب المزيد من الحماقات والمقامرات، لاسيما وأنه أثبت مراراً وتكراراً أنه لا يجيد اللعب و لا الرقص على حافة الهاوية، وكل ما بوسعه فعله هو إشعال فتيل الحرب والاستغاثة والاستنجاد بالولايات المتحدة التي تسارع إلى إنقاذه قبل فوات الأوان.
لكن ما يتوجب على “إسرائيل” ومن خلفها أميركا فهمه أن الأمر بات مختلفاً هذه المرة، لأن الذهاب بعيداً في الحماقات والاستفزازات والضغوطات قد يدفع بها إلى عمق الهاوية، فالمواجهة في هذا التوقيت الحساس والاستثنائي إقليمياً ودولياً سوف تكون شاملة، وألسنة اللهيب سوف تطال الجميع وفي مقدمتهم الأميركي والإسرائيلي، ذلك أن سياسة الهروب إلى الأمام التي أضحى يتبعها الطرفان كخيار وحيد لهزائمهما وعجزهما، باتت غير مجدية بعد ظهور معادلات وقواعد اشتباك جديدة لا يستطيع أحد تجاهلها أو القفز من فوقها، خاصة بعد العملية الروسية لحماية المدنيين في أوكرانيا.
المشهد الدولي بعناوينه الكبرى بات كابوساً مرعباً يضغط على كل أطراف الإرهاب -الكيان الصهيوني والنظام التركي والولايات المتحدة الأميركية-، وهو الأمر الذي يضع الأمور أمام خيارين لا ثالث لهما، إما خضوع ورضوخ أطراف الإرهاب للأمر الواقع ومن ثم تسليمهم واستسلامهم لحقائق التاريخ والجغرافيا والميدان، والتصرف وفقاً لذلك، أو المضي قدماً بالتصعيد الذي يشرع بدوره الأبواب أمام تلك الأطراف على الجحيم والتداعيات الكارثية للإصرار على التصعيد وإشعال الحرائق.