لا تبحث عنها، هي في متناول يدك، حركة بسيطة وأنت تتابع الفيس بوك، أو الانستغرام…تتدفق فيديوهات لا حصر لها.. لن تستطيع تجاهلها، وقد تشاهدها بنفس السهولة التي يتعاطى معها مروجوها…!
ولكن السهولة ليست في المشاهدة فقط، بل في كلّ شيء…في طريقة تعاطي مؤثري مواقع التواصل مع فيديوهات صور محتوها على عجل عبر كاميرا هواتف ذكية من السهل التعامل معها.. ومن ثم يتم الزج بها على المواقع والاتكاء عليها في الترويج والتسويق لأفكار أو منتجات تجعل من صانعيها مشاهير في لمح البصر..
فيديوهات لا تمتلك محتوى مهم مجرد ” قفشات” ساذجة، ولكن التفاعل معها كبير، ويصبح أصحابها مؤثرين، تتهافت التلفزيونات لتعمق رصيدهم الهش وتساهم في نشر ذائقة وثقافة التسطيح وكأنه ينقص تلك الشاشات بعداًو تسطيحاً جديداً يضاف إلى رصيدها الهائل الذي صنعته عبر سنوات طويلة من الجد والاجتهاد.
من اشتغل على ذائقته وذهنه.. ربما ينجو من تنميط فكره أو تهميشه عبر المحتوى اللانهائي الذي يتدفق بتسارع لحظي، بحيث لا يمكننا الاطلاع سوى على جزء بسيط منه، بينما آخرون سينجرون خلفها وكأنها لقية من الضروري الاعتياد عليها..
بينما نغرق بفيضان تلك الفيديوهات بلا هدف معين، إلا أن الشركات التجارية والعديد من المؤثرين أصحاب الرصيد المرتفع من التفاعلات، تصبح لديهم أهداف تجارية، إعلانية …لها أثر رجعي على الجميع، ولا يمكن اختصار أثرها بالجانب التسويقي، إذ أنها تتدفق وتسيطر وتأخذ منحنيات كثيرة لتنتقل إلى التأثير في الرأي العام …
مع تزايد تلك المقاطع واستمرار التعاطي معها بغزارة، حيث أن أكثر من نصف سكان الأرض يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي، لن نتمكن من معرفة مدى تأثيرها، والكيفية التي تدار عبرها…
وسنستمر بالتعايش مع الهام منها والسطحي والتافه جنباً إلى جنب مع المبتكر وصاحب الأفكار الخلاقة.. ربما الزمن سيعنينا على غربلة حصى تلك الفيديوهات واعتماد تلك التي يمكنها أن تفند رأي عام يتلازم مع قضايا إنسانية بمضمون يعنينا على الانقضاض على ظواهرنا المؤرقة..!