التكريم بشقيه المعنوي والمادي، أحد تجليات الانجازات، والرياضة ليست استثناءً في هذه المعادلة، بل ربما كانت إحدى أهم الجوانب، التي تستدعي التكريم، لكنها تستوجب صنع الانجاز، قبل كل شيء، بتوفير كل المقومات، وحشد كافة الطاقات، بدءاً من اكتشاف الخامات، ورعاية البراعم، وصقل المواهب وتدريبها على أيدي مختصين مهرة وكفاءات تدريبية خبيرة، وزجها في معسكرات داخلية وخارجية، تتخللها فرص احتكاك حقيقية، وهذه السلسلة ليست اختراعاً، لكنها تفتقد للكثير من حلقاتها في رياضتنا…
ألعابنا الرياضية السبع، التي ستشارك في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، في وهران الجزائرية بعد أيام قليلة، على موعد مع التكريم المادي الجزيل، إن استطاعت الظفر بالميداليات، ولكل ميدالية مبلغ مالي يسيل له لعاب لاعبينا الستة والعشرين المشاركين في المنافسات، حسب ما رصده المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي، وماصرح به رئيس المنظمة!!
وبعيداً عن اشارات الاستفهام التي أثارها غياب ألعاب مهمة كثيرة عن هذه المشاركة، وبخلاف كرات القدم والسلة واليد والطائرة، من الكاراتيه إلى الريشة الطائرة وكرة الطاولة؟!! فإن ثنائية العربة والحصان، تثير الجدل العقيم من جديد، فهل نضع الحصان أمام العربة أم خلفها؟! وهل ننتظر الانجاز الرياضي لنعطيه حقه من التكريم ؟! أم نحشد مقدمات الانجاز ونوفرها لأبطالنا، ثم ننتظر منهم الميداليات البراقة والألقاب لنفي بوعودنا بالمكافآت السخية؟!
رياضتنا بدون دعائم، تفتقر للأسس، فلا غرو، إن بقيت تترنح وتراوح في المكان، ولاعجب إن كان جهد القائمين عليها منصباً على البحث عن اشراقة هنا، أو كان ديدنهم انتظار شذرة هناك.