على عكس توقعاتنا كانت إجابات شرائح مجتمعية واسعة ممن يحق لهم المشاركة في انتخابات المجالس المحلية، على سؤالنا عما يشغل بالهم من الخدمات وماهي صفات المرشح الذي يستحق أن يمنحوه صوتهم؟
أغلب الآراء تنم عن وعي انتخابي ليس غريباً على الشعب السوري الذي برهن أنه قادر على التعايش في أصعب الظروف والتأقلم معها ولايزال متمسكاً بحقه وواجبه الانتخابي وقد مارس هذا الواجب الوطني خلال الحرب الإرهابية على بلدنا، حيث شارك في انتخابات الإدارة المحلية ومجلس الشعب ليبرهن للعالم أن الشعب السوري مدرسة في الديمقراطية والشفافية.
بعيداً عن الشكوى والتململ والتذمر والشعور باليأس والقنوط من أزمات معيشية قاهرة مزمنة من كهرباء وتدفئة وبطالة وارتفاع أسعار وغلاء أجور السكن، هموم معيشية ومشاكل حياتية تجاوزها أغلب المواطنين في حديثهم بشأن المطلوب من المجالس المحلية، وأجمعت الآراء على أهمية تحمل المسؤولية وعدم تحميلها للآخر، والنهوض من حالة الاسترخاء والابتعاد عن التنظير البارد والبعيد عن الواقع، وتسطير التقارير الإرضائية للمعنيين، وحرصت الآراء على دأب المتابعة الجدية والميدانية والعمل تحت شعار”الوقاية خير من العلاج” والاعتراف بالأخطاء وتشخيصها لمعالجتها وعدم تجاهل الكثير من الأمور الصغيرة بحجة ضيق الوقت وصغائر الأمور وأما الصعوبات والمعوقات فمن مسؤولياتهم ومن مهامهم إزالتها لا التعثر بها، ومن يريد الحل بإمكانه ذلك.
الجميل في هذه اللقاءات رغبة المواطنين واستعدادهم للتعاون مع ممثليهم في المجالس المحلية للخروج من عنق الزجاجة وبناء جسور الثقة وفق قاعدة التكافؤ بين الحقوق والواجبات، ولمن يصر على إطلاق السؤال: ماذا نريد من المرشح للمجالس المحلية؟ فلنبدأ بالمرشح المواطن نفسه الذي يدرك حجم المعاناة المعيشية ويجب أن يعي أهمية دوره في التخفيف من هذه الضغوطات الحياتية في حال نجاحه بالانتخابات واختاره الناخبون والاختيار يعني الشعور بما يريده المواطن.