الاحتقان العنفي

أرادوها حرباً طائفية أو أهلية على أقل تقدير، ليكون العنف سيد الساحة. حين أشعلوا البلاد بربيعهم الكالح.. خاب فألهم وتبددت أحلام عصافيرهم.. طارت مع الريح. حالف الفشل حركاتهم وسكناتهم فاندثرت معه مكاسبهم.. أظلمت خططهم في متاهات دفاعنا عن الحق.

بعد يقين أنه لم يعد بإمكانهم تحقيق مآربهم، بدؤوا يحاولون اللعب على دستور البلاد.. الذي أُنْجِزَ أثناء الحرب على سورية وحقق إرادة (أطياف السوريين).. ملامساً مشاعر المواطنين جميعاً.. ونال ثقة الجموع اقتراعاً. قد يحتاج لبعض التعديلات.. لا بأس فالكمال لله وحده.

الثوابت فيه لا يحق لأحد المساس بها.. فهي قناعات راسخة في أبجدية حياة السوريين ومنهج فكرهم. لنرى منتجهم في غير سورية.. لو رفعنا النقاب عن وجه دستور بريمر، المفروض في العراق، لتكشف لنا إشعال الطائفية التي أحرقت الأخضر واليابس.. حقل ألغام قنابله موقوتة..

دستور العراق المصاغ أميركياً، حانق يمكن تفجيره عن بُعد بيد صانعيه؛ سوّقَ على أنه ضامن للحريات، لكنه حقيقةً مبعث نشوب حرب محلية شعواء، بسبب الطائفية المفروضة فيه مكرساً المذهبية والعرقية. والتي يمارسها الاحتلال الأميركي بأيدِ عُنفٍ آثمة خانت العراق وشعبه.

هدف بريمر الأساس تمزيق العراق وشرذمته، وزرع الاحتقان بين فئاته، عبر دستور صوري (لحفظ) وحدة الشعب العراقي، ووحدة جغرافيته.. في متنه زيادة تكريس طائفي في المجتمع بحجة إرضاء الأقليات. وعلى ذات المبدأ يريدون (عرقنة) سورية لتكون صورة طبق الأصل.

حين اقتربت العراق من نهايات الحسم والتعافي بنية حرقهم للدستور.. العفن المتعفن.. (دستور بريمر) في يقظةٍ لأشراف العراق ووطنية أبنائه.. واستعداد العراقيين لصياغة دستور جديد وطني بامتياز عابر للطوائف والمذاهب والأعراق.. لا مكرساً لها كما خطوط بريمر. فتنوهم..

لذا يَحْذَرُ السوريون من أي تدخل أجنبي، يمكنه المساس بفسيفسائية سورية الجميلة.. أطلقوا لنا منذ بداية الحرب على سورية وقبلها شعار لبننة سورية، أو صوملتها.. لكن لا حاضن شعبياً لما طرحوه.. فالسوري لم يمت لكنه رأى من مات واتعظ.. لذا كان الرفض القاطع بالمطلق..

منّوا بالفشل في عرقنة أو لبننة وصوملة سورية، فاعتمادنا على ثقة الشعب بدستوره، ورأيه في تقييمه، وما قد يطرأ عليه من تعديلات، يقع الرهان فيه أولاً وأخيراً على وعي هذا الشعب الذي أفشل كل محاولات تفكيكه.. وإدراكه حجم المؤامرة التي تهدف لشق الصف الوطني..

الهدف الذي اشتغل عليه أعداء سورية، بتسخير من دعوهم بالمعارضة لصالحهم، تمريراً للمخطط الصهيو أميركي، الرامي لتسيّد الكيان للمنطقة، وكسر الشوكة السورية.. بأيد خونة تلوثت بدماء الأبطال، دماء أضحت حناءً ضمخت تراب الوطن لتخضب ضفائر الصبايا..

حركوا أذرعهم القذرة في الاتجاهات كلها. اقتصادياً بالحصار واستنزاف وسرقة خيرات البلاد ومقدراتها.. وفتح أفواه حيتان المال الملوث، الذي يسعى مريدوه لتهريب وإنهاك عملة البلاد.. وترك المواطنين بين فكي الفقر والقلق.. لإيصالهم للكفر بالدولة والخروج من البلاد وهجرها..

هل من آلية لاستعادة المهجَرين مع أموالهم؟ التي أنعشوا بها اقتصاد الدول التي هاجروا إليها.. هل عودتهم رهان خاسر على حصان بليد؟؟ إن لم تسن تشريعات جاذبة وبيئة محفزة وقرارات صادمة لمن أرهقوا اقتصاد الوطن.. والكثيرون يصرخون وااا.. اقتصادناااا..

أليس من سبيل لمنحِ تسهيلات مشجعة للعائدين تبدأ بالإعفاءات الضريبية لفترة مقبولة، وحفظ حقوق المستثمرين دون أن يقاسمهم الفاسدون في رؤوس أموالهم.. فنزويلا مثال حي.. وألا يبقى كل شيء حلماٌ.. تحقيقه من الصعوبة بمكان.. أليس من عماديٍّ يحيي روح ليرتنا..

 

 

آخر الأخبار
معسكرات تدريبية مجانية للنشر العلمي الخارجي بجامعة دمشق "كايزن".. نحو تحسين مستمر في بيئة العمل السورية نحو اقتصاد سوري جديد.. رؤية عملية للنهوض من بوابة الانفتاح والاستثمار بناء اقتصاد قوي يتطلب جهداً جم... اليابان تدرس.. ونائب أمريكي: يجب تعزيز التحالف مع سوريا استطلاع (الثورة) للشارع السوري في فرنسا حول رفع العقوبات مسابقة الخطلاء للشعر النبطي تخصص لسورية صيدلية مناوبة واحدة في مدينة طرطوس والنقابة توضح حذف الأصفار من العملة.. ضرورة أم مخاطرة؟! تأخر في استلام أسطوانة الغاز بدرعا مرسوم رئاسي بتشكيل الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية نقل مواقف الباصات لجسر الوزان .. بين الحل المروري والعبء الاقتصادي مرسوم رئاسي بتشكيل الهيئة الوطنية للمفقودين قوافل حجاج بيت الله الحرام تبدأ الانطلاق من مطار دمشق الدولي إلى جدة مرسوم رئاسي حول الهيئة العامة للتخطيط والتعاون الدولي "السورية للمخابز": تخصيص منافذ بيع للنساء وكبار السن  د. حيدر لـ"الثورة": زيادة "النقد" مرتبط بدوران عجلة الاقتصاد  وفد صناعي أردني  و٢٥ شركة في معرض "بيلدكس" وتفاؤل بحركة التجارة نوافذ التفاؤل بأيدينا...    د .البيطار لـ"الثورة": الدولة ضمانة الجميع وبوابة النهوض بالمجتمع  "الاختلاف" ثقافة إيجابية.. لماذا يتحول إلى قطيعة وعداء؟ الأمم المتحدة تكرر رفضها لخطة المساعدات الإسرائيلية الأمريكية لغزة