الثورة – غصون سليمان:
كم لعبت الصورة دوراً إيجابياً في حياتنا وبالمقابل دوراً سلبياً ربما أكثر أيضاً.. فليس الجميع قادراً على فهم أبعادها ومغزاها ونوايا تسويقها وإظهارها بضوء عالي الدقة هنا وخافت هناك، هي مسألة بصر وبصيرة لصور ناطقة بصمت.
فالغالبية منا يدرك أهمية وحضور الصورة في عصرنا الراهن بعدما هيمنت وسادت لتكون إحدى أهم أدوات عالمنا المعرفية والثقافية والاقتصادية والإعلامية.
و الصورة بأشكالها المختلفة ليست أمراً مستجداً في التاريخ الإنساني وأنها تحولت من الهامش إلى المركز ومن الحضور الجزئي إلى موقع الطغيان والهيمنة على غيرها من عناصر الأدوات الثقافية الإعلامية.
ولعل قوة الصورة برأي الدكتور مجدي الفارس أستاذ علم النفس الإعلامي جامعة دمشق في إيصال الرسالة الإعلامية أنها تنبع من البصر والذي هو أهم وأكثر حواس الإنسان استخداماً في اكتساب المعلومات.
كما أنٌ قوة الصورة تنطلق من مفهوم التصديق والتكذيب لأن الرؤية البصرية هي أساس التصديق . مؤكداً أن الصورة تخاطب كل البشر المتعلم والأمي، الصغير والكبير، وتكسر حاجز اللغات ما يجعلها أوسع انتشاراً.
ويوضح الدكتور الفارس بأن الصورة تختلف عن الكلمة المكتوبة في سهولة التلقي لأن القراءة تتطلب التأمل وإشغال الذهن، فيما الصورة لا تحتاج الجهد الذهني الكبير لتلقيها. أيضاً تختلف الصورة عن الكلمة المنطوقة أو المكتوبة لأنها ترتبط بشيء ملموس وإحساس محدد، على عكس الكلمة المرتبطة بشيء تجريدي غير ملموس ويتصف بالتعميم.
أيضاً تختلف الصورة عن النص المكتوب الذي يتطلب تفكيك العلاقات القائمة بين الكلمات بجهود مركزة وبطيئة بينما الصورة تعطي الرسالة دفعة واحدة، من هنا ربما انتشر المثل المشهور أن الصورة تساوي ألف كلمة.