برع السوريون في عالم الفن التشكيلي منذ سنوات بعيدة فكانوا بحق أمثولات في التعبير عن الجمال والرقي والحضارة داخل سورية وخارجها.
في الأمس القريب احتفلت أيام الفن التشكيلي السوري “سبعون عاماً من الحداثة” بمئوية الفنان المعلم فاتح المدرس وهي إشارة إلى مرور سبعين عاماً على فوز لوحته (كفر جنة) بالجائزة الأولى في المعرض السنوي الثالث عام 1952، والتي تم اعتبارها بدايةً لتاريخ الحداثة في الفن التشكيلي السوري.
لاشك أنها ليلة استثنائية مليئة بالحب والأمل والجمال عشناها مع عشاق الفن التشكيلي الجميل والعريق … فداخل أروقة دار الأسد للفنون ثمة إشارات عديدة تجدد الأمل بأن ثقافة الفن التشكيلي لاتزال بخير، وأن هنالك جيلاً يعوّل عليه وعلى اهتمامه بهذا الفن القادر على مواكبة الأحداث المتلاحقة والإسهام بطرح الأفكار والحلول التي يطرحها الفنانون.
صحيح أننا لسنا بأحسن حال وأننا نعيش في عالم ازداد تعقيداً ومتطلبات الحياة تضاعفت عما كانت عليه قبل عقود إلا أن ثمة نشاطات ثقافية تزرع النور في عتمة الطريق وتؤكد أن ماقدمه السوريون عبر خطواتهم الواثقة والشجاعة، وإيمانها بذاتهم وبقدراتهم ساهم بأن تُسجل أسماؤهم في عالم الثقافة والفنون والإبداع.
نعم، للفن والفنانين عموماً دور يقومون به تجاه كل مايجري من حولهم لكن أجمل مايمكن أن نصف به هذه الأيام بأنها حراك ثقافي إبداعي وهي فرصة للقاء وتبادل الأفكار والرؤى والاطلاع على مدارس مهمة تفاجئنا كل يوم بحجم الإبداع الذي بداخلها، نتعلم منها ونستفيد من خلالها في إخراج طاقات أبنائنا واستنطاق مواهبهم، وبالتالي التحفيز نحو العمل والمشاركة والفوز بتحقيق المجد والعطاء غير المحدود من أجل حياة أكثر جمالاً وبهاء.