اليوم لا أبيع فرحتي لأحد ..
استيقظت صباحاً على موسيقا رسالتين نصيتين الأولى لاستلام مادة السكر و الثانية لاستلام 50 ليتراً مازوت تدفئة .. الفرحة قد تتضخم إذا وصلتني رسالة الغاز الموعود بها منذ أكثر من شهرين …
هنا ستتحول الفرحة إلى مفاجأة.. على مبدأ “راحت السكرة و إجت الفكرة “..
سأدفع اليوم أكثر من خمسين ألف ليرة سورية عداً و نقداً .. و أنت ملزم بتأمينها فوراً و سريعاً ..
على كل لن أسمح لليأس التسلل إلى داخلي و بدأت للتو مسيرة البحث عن سبل تأمين المبلغ عبر الاستدانة طويلة الأمد .. !!
التفكير أخذني إلى مكان آخر .. مع أسئلة متراكمة عجزت عن إيجاد أجوبة لها مثلي مثل آلاف المواطنين الذين يدورون حول أنفسهم..
ماذا ستفعل 50 ليتراً مازوت في شتاء موعود بالبرد و الصقيع ..؟
الحل هو البحث عن مصدر آخر للدفىء..
إنه الحطب .. و لكن..
طن الحطب تجاوز سعره المليون ليرة إذا كان جاهزاً ” مقطع “..
هنا بدأ القلق يتسلل رغم الأنوف .. !!
إنه المنطق المعكوس .. و الذي عجز الجميع عن تحمله أو استيعابه .. !!
هنا سأنتقل إلى جانب يتعلق بأسعار السيارات و الفوضى التي تتحكم بهذا السوق الغريب و العجيب..
بالمنطق العام و مع قلة المحروقات و مستوى الدخل يجب أن تنخفض أسعار السيارات..
الملاحظ هنا أن أسعار السيارات في ارتفاع شبه يومي و بأرقام خيالية..
المواطن لا يقدر على تأمين متطلباته اليومية في ظل راتب يكفيه لأيام فقط وأسعار البنزين مع عدم وفرته بسبب تخفيض المخصصات ناهيك عن ارتفاع قطع الغيار و عمليات الإصلاح..
رغم ذلك نجد أسعار السيارات في ارتفاع فوضوي غير مستند إلى مبررات موضوعية..
هي مفارقات كثيرة تغزو حياتنا اليومية .. و لا سبيل لتجاوزها إلا من خلال تخطيط عملي يتوافق فيها القول مع الفعل..