الغرب وحساباته الخاطئة

 

العالم يترقب بحذر تداعيات الحرب في أوكرانيا، وإمكانية أن تتوسع رقعتها لتطول الساحة الأوروبية بأكملها، وهذا ما تدفع إليه الولايات المتحدة، ومعها بريطانيا، ويأتي الاعتداء الإرهابي الأخير على جسر القرم، وقبله عملية تخريب “السيل الشمالي” الممهورة بالأصابع الأميركية، ومايرافقهما من تهويل غربي عن استخدام السلاح النووي، ليزيد احتمالات نشوب حرب شاملة، تسعى الولايات المتحدة لأن تكون المستفيد الأكبر من نتائجها.

نظام كييف يمهد لتوسيع دائرة الحرب، مدفوعاً بشحنات إضافية من التحريض الأميركي والبريطاني، حيث أن استهداف جسر القرم، ومواصلة قصف الأحياء السكنية في المناطق التي انضمت إلى روسيا مؤخراً، وشن هجمات متكررة على محطة زابورجيه النووية، ليس قراراً أوكرانيا منفرداً، وإنما هو تنفيذ لتعليمات واشنطن ولندن، ومن خلفهما حلف الناتو، كذلك فإن مطالبة زيلينسكي للغرب بتوجيه ضربة نووية استباقية لروسيا، هو سيناريو أميركي معدّ سلفاً لمحاولة ترهيب موسكو، ولكن تحذيرات الرئيس فلاديمير بوتين بالرد الحاسم على ما وصفه بالابتزاز النووي الأوروبي، يجب أن يأخذه الغرب الجماعي في الحسبان، حيث إن روسيا وصلت إلى مرحلة متقدمة على مسار المواجهة، لا يمكن أن تتراجع عنها، وستفعل ما بوسعها للدفاع عن أمنها وسيادتها.

الولايات المتحدة حشرت نفسها في دائرة المواجهة مع روسيا، ولا تضع في حساباتها أمن واستقرار أتباعها الأوروبيين، هي في الأصل تدفعهم نحو الانتحار الجماعي عبر تفكيك كل الروابط السياسية والاقتصادية التي تجمعهم مع روسيا، وهي تريد النيل من كلا الجانبين، لمحاولة احتواء النفوذ الروسي وإقصاء دوره عن الساحة العالمية من جهة، ولخنق الأوروبيين وإبقائهم تحت سيطرتها من جهة ثانية، ولذلك تتعمد توسيع دائرة الحرب لطالما أنها بعيدة عنها جغرافياً، وتالياً إنقاذ هيمنتها الأحادية من السقوط والتلاشي، ولكنها ستخطئ بتقديراتها مجدداً، لأن لروسيا حلفاء كثر وفي مقدمتهم الصين، يعملون جنباً إلى جنب من أجل تكريس قواعد نظام متعدد الأقطاب، من أجل إحلال السلام العالمي.

التصعيد الغربي عبر البوابة الأوكرانية يضع العالم فوق فوهة بركان، ولا بد من العودة إلى لغة الحوار والدبلوماسية، وهذا يتطلب من الولايات المتحدة التخلي عن عقلية الحرب الباردة، وتوقف الأوروبيين عن الانجرار الأعمى وراء سياساتها الهادمة، فامتداد رقعة الحرب ليس في مصلحة أحد، ولا ريب بأن أوروبا كلها ستدفع ثمناً باهظاً، وأميركا أيضاً لن تكون بمنأى عن تداعياتها.

آخر الأخبار
قطرة دم.. شريان حياة  الدفاع المدني يجسد أسمى معاني الإنسانية  وزير السياحة يشارك في مؤتمر “FMOVE”  التحول الرقمي في النقل: إجماع حكومي وخاص على مستقبل واعد  وزير النقل لـ"الثورة": "موف" منصة لتشبيك الأفكار الريادية وتحويلها لمشاريع      تنظيم شركات المعلوماتية السورية  ناشطو "أسطول الصمود" المحتجزين يبدؤون إضراباً جماعياً عن الطعام حوار مستفيض في اتحاد العمال لإصلاح قوانين العمل الحكومي مناقشات استراتيجية حول التمويل الزراعي في اجتماع المالية و"IFAD" الشرع يبحث مع باراك وكوبر دعم العملية السياسية وتعزيز الأمن والاستقرار العميد حمادة: استهداف "الأمن العام" بحلب يزعزع الاستقرار وينسف مصداقية "قسد" خطاب يبحث في الأردن تعزيز التعاون.. و وفد من "الداخلية" يشارك بمؤتمر في تونس حضور خافت يحتاج إلى إنصاف.. تحييد غير مقصود للنساء عن المشهد الانتخابي دعم جودة التعليم وتوزيع المنهاج الدراسي اتفاق على وقف شامل لإطلاق النار بكل المحاور شمال وشمال شرقي سوريا تمثيل المرأة المحدود .. نظرة قاصرة حول عدم مقدرتها لاتخاذ قرارات سياسية "الإغاثة الإسلامية" في سوريا.. التحول إلى التعافي والتنمية المستدامة تراكم القمامة في مخيم جرمانا.. واستجابة من مديرية النظافة مستقبل النقل الرقمي في سوريا.. بين الطموح والتحديات المجتمعية بعد سنوات من التهجير.. عودة الحياة إلى مدرسة شهداء سراقب اتفاقية لتأسيس "جامعة الصداقة التركية - السورية" في دمشق قريباً