الثورة – منهل إبراهيم:
على وقع سخط الأوكرانيين على قمة ألاسكا ومخرجاتها، وتخوف قادة أوروبا من صفقات أميركية-روسية على حسابهم، التقى قادة أوروبيون مما يُعرف بـ”تحالف الراغبين” عبر تقنية “الفيديوكونفرانس”، أمس الأحد، وذلك قُبيل القمة المرتقبة اليوم الاثنين في البيت الأبيض بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وحضر الاجتماع، الذي استضافه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قادة كل من بريطانيا، وألمانيا، وإيطاليا، وفنلندا، وأستراليا، واليابان، وكذلك رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي الناتو مارك روته.
وبناءً على طلب من زيلينسكي، سيرافقه هؤلاء القادة الأوروبيون في قمة واشنطن، والتي تأتي بعد ثلاثة أيام من قمة في ألاسكا جمعتْ بين الرئيس ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، التي شابها الغموض واستمرت لنحو ثلاث ساعات ونصف الساعة، وانتهت دون إعلان اتفاق لوقف إطلاق النار.
ويسعى قادة “تحالف الراغبين” إلى “التنسيق مع الولايات المتحدة بهدف التوصل إلى سلام عادل ودائم يحافظ على المصالح الحيوية لأوكرانيا ويضمن أمن أوروبا”، وفق ما أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية في اجتماع أمس الأحد.
وإضافة إلى الضمانات الأمنية لكل من أوروبا وأوكرانيا، رأت “بي بي سي” أن “أقصى ما يتطلّع إليه القادة الأوروبيون من قمة واشنطن يظل في إطار الطموحات الواقعية والتي تتمثل في أن تكون أوكرانيا مستقلة ذات سيادة بعيداً عن التهديد الروسي، وأن تكون أوكرانيا كذلك عضواً في الاتحاد الأوروبي وعضواً أيضاً في حلف الناتو” وهو ما تعارضه موسكو.
ويضيف محللون سياسيون لشبكة “بي بي سي”: هناك طموحات أخرى، تتمثل في ألا يكون هناك عزل للأوروبيين، وألا تكون هناك صفقة أمريكية-روسية على ظهر الأوروبيين”.
وفي أثناء اجتماع القادة الأوروبيين مع زيلينسكي، نشر الرئيس ترامب عبر منصّته سوشال تروث يقول إن “ثمة تقدماً كبيراً على صعيد روسيا. تابعونا!”، من دون أن يكشف كيف سيحدث هذا التقدّم، فيما يرى مراقبون أولوية جديدة وضعها ترامب لنفسه، تتمثل في البحث عن “اتفاق سلامٍ بدلاً من وقف إطلاق النار”.
وفي قمة ألاسكا، يوم الجمعة الماضي، قال الرئيس الروسي لنظيره الأميركي إنه لكي تتوقف الحرب في أوكرانيا، يجب على الأخيرة أن تنسحب من منطقتين هما دونيتسك ولوغانسك، وفقاً للتقارير، لكن زيلينسكي قال، في اجتماع أمس الأحد، إن “هذا مستحيل في ظل الدستور الأوكراني”.
ومع ذلك، أعرب الرئيس الأوكراني عن أمله في أن تأتي قمة البيت الأبيض اليوم الاثنين “بنّاءة”، فيما أكدت أورسولا فون ديرلاين أنه يجب انعقاد “قمة ثلاثية” بين كل من أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة، بعد قمة الاثنين، لكن ثمة مراقبين لا يتوقعون الشيء الكثير على صعيد السلام، في حرب يرون أن “روسيا تحقق فيها انتصاراً بخطا بطيئة”.
أندريه كوليسنكوف، رئيس برنامج السياسة الداخلية بمركز كارنيغي في موسكو، يرى أن “فقاعة الآمال المتضخمة قد انفجرت” في قمة ألاسكا، معتبراً أن بوتين قد “حقق ما يرغب فيه بالتمام، محافظاً على علاقته مع ترامب، ومتفادياً المزيد من العقوبات، مع استمرار الحرب” دون تقديم تنازلات تذكر.
أوريسيا لوتسفيتش، رئيسة منتدى أوكرانيا في مركز أبحاث تشاتام هاوس، أيضاً رأت أن روسيا “كوفئت” على اجتياحها أوكرانيا، مشيرة إلى وصْف ترامب لروسيا بأنها “بلد عظيم” وإلى قوله إنّ ثمة تفاهماً قويا متبادَلاً بين الجانبين.
واعتبرت لوتسفيتش ذلك بمثابة “تعميق للشروخ التي تضرب حائط التحالف العابر للأطلسي بين الولايات المتحدة وأوروبا، وهو بالضبط ما تهدف إليه روسيا”.
على الجانب الآخر، تابع الأوكرانيون مشاهد قمة ألاسكا بسخط معتبرين أنها “إضفاء شرعية على مجرم حرب في أعلى مستوى” وفقاً للمحلل السياسي الأوكراني أولكساندر كوفالينكو.
يُذكر أن بوتين صدرتْ بحقه مذكرات توقيف من المحكمة الجنائية الدولية في آذار 2023، بدعوى مسؤوليته عن “جرائم حرب” ارتكبت في أوكرانيا.