الثورة – مهند الحسني:
ندرك جميعاً بأن الدوري الماضي كان استثنائياً بكل شيء، حتى بمستواه الفني الضعيف، والذي لم يكن مؤشراً حقيقياً على قوة أنديتنا، حتى إنه يعد النسخة الأضعف منذ سنوات طويلة، بعد الغياب القسري للاعبين الأجانب، إضافة لغياب الجمهور الذي يعد بمنزلة النكهة اللذيذة للمباريات، لما يحمله من تشجيع وحضور يعطي المباريات نكهة تنافسية قوية وجميلة.
فما سبب غياب الجمهور؟ وهل وزارة الرياضة بصدد إعادة الألق للدوري بوجود الجمهور؟ وهل تمتلك في جعبتها حلولاً ناجعة لاجتثاث الشغب وضمان سير المباريات بعيداً عن أي منغصات قد تعكر أجواء الدوري بشكل عام؟
أسباب ومسببات
مجدداً وكعادة مباريات كرة السلة في دورينا، بات من الواجب عليك أن تتابعها من دون صوت، لأن موشحات الشتائم الممنهجة، والسب الموجه، والألفاظ النابية المعيبة، أصبحت عنصراً من عناصر اللعبة التي ثبت أن الإجراءات الانضباطية لدى اتحاد كرة السلة أصبحت عاجزة عن وضع حدٍ لها، وقاصرة عن عقاب المسيئين، وما زالت العقوبات الجماعية على الجماهير نهجاً مالياً، رغم أن عناصر التحريض الإلكتروني، ومن هم على المدرجات لا يتجاوزون ربما العشرات، وفي أسوأ الحالات المئات، هذه القلّة من جماهير كل نادٍ طبعت الرياضة السورية في كرتي السلة والقدم بأنها منافسات بين الشاتم والقادح والطاعن، وبأن البطولة في كل لعبة هي للجمهور الأكثر ابتكاراً لأبشع الكلمات النابية والقصائد الماجنة، دون مراعاة للطابع الأسري للحضور الرياضي؟!
كلما توجهت إلى جمهور بالعتاب يتهمك بالتحيز، ويذكرك بأن جمهور المنافس شتمه سابقاً وشتم ناديه ومدينته، وهكذا عندما تنتقل إلى الضفة الأخرى، ولكل حجته بأن ما يتبجح به هو رد فعل على ما تبجح به من سبقه، والسؤال هنا متى ستنتهي هذه الممارسات الجاهلية ومتى ستضع بسوس رياضتنا أوزارها؟ وهل سيبقى الثأر الشتائمي طقساً مطرداً حتى نصل لمكان لا عودة منه ونبكي على اللبن المسكوب؟
أشياء معيبة
خجلنا في الدوري قبل الماضي، ونحن نسمع مدينة الطرب، بعض جماهيرها يطرب بشتم الأعراض والتغني بذكر ألفاظ لا يستخدمها إلا المسيئون، وكذلك كان الأمر عندما صدح البعض في صالة الفيحاء بعبارات لا تليق بعراقة وتاريخ دمشق وسلوك أهلها، القلّة المسيئة من كل نادٍ منبوذة، بعد أن بات ضجيج القدح والشتم يعلو على صوت الحكمة والعقل.
خجلنا كثيراً عندما تكثر الاعتراضات على صافرات حكام مباراة، لكن خجلنا الأكبر في أن تبقى حلول الاتحاد عاجزة وقاصرة عن إيجاد الحلول الناجعة لفتيل الشغب في صالاتنا وملاعبنا.