قفزات كبيرة في أسعار الألبان ومنتجاتها تحصل كل يوم .. لتجعل ما تبقى من تربية الأبقار مهددة في التراجع بدلاً من التوسع.. في مفارقة عجيبة.. لاسيما و أن ارتفاع أسعار منتجاتها يجب أن يكون حافزاً قوياً على التربية.. لكن ما يحدث هو العكس تماماً !!.
جميع القفزات في أسعار الألبان و الأجبان مرتبط بشكل مباشر بأسعار الأعلاف الحيوانية.. التي ترتبط بالاستيراد و ما يتبعه.. و أمام تراجع صناعة وإنتاج الأعلاف محلياً.. نتيجة لتراجع زراعة المواد العلفية عما كانت عليه في العقود السابقة.. نمت عملية استيراد الأعلاف الحيوانية بشكل كبير من جهة.. و أصبحت تحقق للمستوردين أرباحاً كبيرة من جهة ثانية.. و كل هذا كان على حساب جودة المادة العلفية لأن الغاية الأساس في عمل تجار الأعلاف هي الربح.. بصرف النظر عن سواه.
و أمام عدم وجود المواصفات الحقيقية في الأعلاف الحيوانية المستوردة.. تراجعت الإنتاجية للأبقار مما تسبب بتراجع المردود المالي للمربي.. حيث انعكس ذلك على أسعار الحليب التي تجاوزت اليوم ال٢٥٠٠ ليرة سورية للكيلوغرام الواحد.
و أمام ترك سوق الأعلاف دون ضبط.. و تركه دون التحقق الفعلي من مدى مطابقة تلك الأعلاف للمواصفات القياسية المطلوبة بشكل حقيقي على الواقع لا على الورق.
باتت ثروتنا البقرية عرضة إلى الانحسار.. ثم إلى الاندثار إن لم يكن هناك تدخل جدي من قبل الجهات المعنية.. و إيجاد الحلول المناسبة قبل فوات الأوان.
المربي خاسر رغم الأسعار العالية للحليب.. المواطن خاسر بسبب الارتفاعات المستمرة في أسعار الألبان ومنتجاتها.. و الرابح الوحيد تاجر الأعلاف على حساب بقاء ثروتنا الحيوانية التي أخذت بالتناقص و نحن نشاهد فقط!!.