التفنن بصناعة الخصوم

هو فن استعداء الآخرين والتفنن في صناعة الخصوم، فن تجيده الولايات المتحدة الأمريكية في جميع سياساتها واستراتيجياتها وليس بمستغرب أن تخرج علينا إدارة البنتاغون في استراتيجية الدفاع الشاملة الصادرة الخميس، لتقول بكل صراحة إن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا تسلط الضوء على (تهديدات خطيرة) تشكلها موسكو، فيما أكدت أنّ الصين تمثل التحدي الأساسي للولايات المتحدة.
الصين تُمثل التحدي الأساسي في نظر واشنطن، في حين أن روسيا تشكل تهديدات خطيرة للمصالح القومية الحيوية للولايات المتحدة في الخارج وفي الداخل، هما طرفا معادلة صعبة الحل خصوصاً في ظل الحرب الدائرة في أوكرانيا، فصوت التحدي الأمريكي واضح في هذه الاستراتيجية التي يلمح فيها الاستعداد لحرب طويلة الأمد ذات أوجه شتى ستبقى ناشبة بين واشنطن وبكين وموسكو، وهي حرب سترخي بظلال قاتمة على المشهد العالمي.
والمثير للسخرية والاستغراب أن واشنطن تصف الآخرين بالعدوانية، مع أنها منبع العدوانية بلا منافس، واستراتيجيتها الأخيرة خير دليل على ذلك، فواشنطن هي التحدي الأكثر شمولاً وخطورة للأمن العالمي ضمن مساعيها القسرية ومتزايدة العدوانية لإعادة تشكيل النظام العالمي وفق أهوائها لتناسب مصالحها وخياراتها التسلطيّة.
سلوك واشنطن تجاه تايوان خطير ويؤدي لزعزعة الاستقرار وحصول تقديرات خاطئة تهدد السلام في المنطقة والعالم، والسلوك الأمريكي الخطير جداً في دعم النظام الأوكراني في حربه ضد موسكو، باب ينتج ملامح مرعبة تجاوزت التقليدي إلى النووي من السلاح القذر التي تؤكد موسكو إمكانية استخدامه من قبل نظام كييف عبر ما يسمى القنبلة القذرة.
ولن ننسى سلوك أمريكا المشين تجاه سورية وشعبها عبر احتلال أرض سورية بغير وجه حق ونهب خيراتها، ومعاقبتها ظلماً وعدواناً، ودعم الفوضى والإرهاب بشكل صارخ، وكذلك دعم أمريكا للحروب والفوضى في العديد من الدول وليس في سورية فقط، في سياق استراتيجية حرب ذميمة تطل بوجه قبيح صنع في أمريكا عنوانه تعزيز العداوة واستدامتها تجاه خصومها ومنافسيها، وحتى غير منافسيها، فسياستها واسعة وتفصل حسب مقاييس مختلفة ضمن نظرياتها المسماة تارة (ردعية)، وتارة أخرى (دفاعية)، وفي حقيقة وواقع الأمر جميعها حربية بامتياز ومؤكدة على أرض الواقع.
واشنطن كما تستعدي بعض الدول بأقوالها وأفعالها، قادرة أيضاً على كسب تلك الدول، ونيل احترامها، لكنها تحتاج لسلوك طرق وأساليب تكسب من خلالها ذلك الاحترام، وتزيل العداوة بينها وبينهم، وأفضل طريق لذلك هو الاحترام المتبادل على أساس الندية وانتهاج طرق الحوار والدبلوماسية بعيداً عن الحروب والتكتلات والانحياز، والتصديق أن العالم تغير والدول الحرة بفكرها ونهجها لن ترضى الخضوع مهما طالت مدة الحروب والعقوبات القسرية.

منهل إبراهيم

آخر الأخبار
اكتمال وصول الحجاج السوريين إلى أرض الوطن ندوة علمية لضمان استدامته.. النحل يواجه تحدياً بيئياً ومناخياً مشاريع إنسانية غزلتها بروح الحاجة.. العجة لـ"الثورة": التعليم هو المفتاح لإطلاق الإمكانيات احذروا " فوضى " الأدوية .. خطة رقابية جديدة وهيئة موحدة للمستوردين الاقتصاد الحر كيف سيدير المشاريع الصغيرة؟    امتحان اللغة العربية يختبر مهارات طلاب المعلوماتية الذكاء الاصطناعي في الإعلام.. بين التمكين والتحدي التحوّل لاقتصاد السوق الحر.. فجوة بين التعليم المهني ومتطلبات الاقتصاد الجديد وزير الاقتصاد يطرح رؤية سوريا للتعافي الاقتصادي في مؤتمر "إشبيلية" قلوب خرجت من تحت الأنقاض مازالت ترتجف... اضطراب ما بعد الصدمة يطارد السوريين في زمن السلم عادات موروثة خاطئة تتبعها نسوة في ريف إدلب لعلاج اليرقان الوليدي 16 مليون سوري بحاجة ماسة للمساعدة.. الأمم المتحدة تطلق نداءً عاجلاً الغاز يودع التقنين بعد إلغاء العمل بنظام "البطاقة الذكية" ضخ المياه من سدود طرجانو والحويز وبلوران باللاذقية  ألمانيا تقدم دعماً مالياً إضافياً لمبادرة "غذاء من أوكرانيا لسوريا"   بريطانيا تجدد التزامها بدعم العدالة وتعزيز سيادة القانون في سوريا  أزمات فنية وتقنية في أجهزة  "وطني" السويداء ... والكوادر تطالب بتدخل عاجل من "الصحة"   لقاء اتحادي التجارة السورية والخليجية..  الشرقي: سوريا تمتلك فرصاً استثمارية واعدة   دعماً لاستقرارهم.. مشروع لإعادة تأهيل مساكن الأطباء بحلب  ورشة عمل مشتركة بين وفدي دمشق وريفها وأمانة عمّان لتعزيز التعاون