ما إن يتسلم شخص ما مهمة رسمية لأداء واجبه الوظيفي في منطقته، سواء كان رئيساً للبلدية أم مديراً لمدرسة، أم لمؤسسة خدمية في الكهرباء والماء والهاتف، وغير ذلك، حتى تواجهه الكثيرمن المشكلات، ليس العملية أو المهنية وحسب، بل الطمع بالقرابة والصلة والانتماء.
فهؤلاء بالتأكيد لا يفصلون بين صلة القربى، والعلاقات الشخصية والاجتماعية، والمسؤولية التي أنيطت بهذا الشخص، وقد وجد اليوم حتى يؤدي مهمته التي كلفته بها الجهات الأعلى، وبالتالي تلقى على عاتقه الكثيرمن المهام والمسؤوليات الجسام التي
لا يستطيع التنصل منها لأنه في الضوء وهم في الظل، لأنه يمارس عمله بإتقان وأمانة، وسوف يُسأل عن أي خلل حاصل، وهم لن يطالهم شيئاً من ذلك السؤال، ولن يتحملوا أي ملامة ناتجة عن أي تقصيرأوإهمال.
وهؤلاء دائماً يقعون في الفخ، لأن المسؤول عن تلك المؤسسة، فلو كان من قرية ثانية أو منطقة بعيدة، لخطب الناس ودّه وأغدقوا عليه بالسلام وغيره، لأنه لن يخجل من أحد وسوف يطبق عليهم القانون من دون مواربة، ويعطيهم حقوقهم، ويطلب منهم ما يتوجب عليهم، لأنه كما يقول المثل العامي: “بنت البيت عورة، والمزار القريب لا يشفي الغليل”، ولا يدرك البعض من أولئك ،قيمة هذا الشخص الذي كان يراعي ظروفهم ضمن الإمكانات، وفي إطار” لا ضرر ولا ضرار” حتى يفقدونه.
بغض النظر عن المهمة التي يتسلمها الأشخاص لأداء مهمة وظيفية معينة، حتى تواجهه الكثيرمن المشكلات مع المقربين حتى يظن ذووه وأهل الحي والقرية والمنطقة، أنهم باتوا مسؤولين مثله، والكثير لا يفصل بين علاقاته الشخصية وعلاقات العمل والمسؤولية المترتبة وحجمها على هذا الشخص أو ذاك، وذلك بسبب غياب الوعي المجتمعي لبعض الأفراد الذين لم يعتادوا التفريق بين المصالح الشخصية والعامة، وبسبب غياب المحاسبة في بعض الأحيان، ولهذا نلمس مواقف عداء بينه وبين أهله، اللهم إذا خرج عن القانون، وأعطاهم كما يريدون، ولا ضير عندهم فيما لو سئل أم أقيل، أم عوقب، المهم في نظرهم أن تسير مصالحهم وفق إرادتهم وأهوائهم.