بين صمت الطبيعة وحزنها، التهمت النار آلاف الهكتارات من الأشجار والأراضي الزراعية في قرى الساحل السوري.
امتدت الحرائق في مشهد أبكى قلوب الجميع وسلط الضوء على كارثة حلت في سلسلة من القرى الساحلية، لا نبالغ إن قلنا إنها جنة الله على الأرض، لما تضخه من أوكسجين وجمال ساحر يعجز أمامه أي تلوث بيئي أو بشري.
لا شك أن ما حصل شكل لحظة تاريخية لم يسبق أن حصلت من قبل، وأحرقت معها رئة ومتنفس سوريا، وما زالت النيران تمتد بشكل لم تستطع معه شجاعة وتضحيات رجال الدفاع المدني والجهات المختصة من احتواء المشهد، واضطرتهم النيران للانسحاب وراء في أكثر من مرة.
مقابل ذلك، لابد من الاعتراف بأن قطاع مواجهة الكوارث، والإطفاء والطوارئ، خسر الكثير من خبراته ومقدراته على مراحل وبأشكال متعددة، ليس آخرها في استبعاد بعض العاملين فيه.
الكارثة عظيمة، خلفت وراءها خسائر مادية وبيئية فادحة، ولا تزال مستمرة، ويبدو أن احتواءها يحتاج لجهود دولية، بل يحتاج لأن نتحدث عن مقدراتنا بواقعية بعيداً عن الفقاعات.
إذاً علينا أن نعترف أن ما تمتلكه البنية التحتية في سوريا من مقدرات بسيطة جداً أمام هول الكوارث، والتصدي لها يحتاج بناء منظومة عمل متكاملة قادرة على مجابهة الكوارث الطبيعية وغيرها وأي طارئ محتمل.
اليوم تبدو الضرورة ملحة لإعادة النظر في الأولويات، وما يتطلبه الواقع حقاً من خبرات ومقدرات، أيضاً تحديد المشكلة الحقيقية ودراستها بموضوعية للوصول إلى حلول طويلة الأمد، إلى جانب المساندة والدعم والتدخل السريع من الجميع محلياً ودولياً.

التالي