في تفاصيل الحياة اليومية سباق الإنجازات في العمل، ينسى الكثير من الآباء أن وجودهم لا يعد مهمة إدارية ولا مجرد دور معيشي، بل حضور إنساني ينبت في وجدان الطفل ويمنحه شعوراً بالأمان والانتماء.. لأن الأبناء لا يحتاجون فقط إلى من يعلمهم أو يؤمن لهم احتياجاتهم، بل إلى من يحتضنهم حين الشعور بالخوف، وينصت إليهم عندما يتكلمون.
فغياب الأب لا يقاس بعدد الساعات، بل بانعدام المشاركة، أن يشعر الابن أنه غير مرئي، أو أن مشاعره ليست مهمة، الأمر الذي يزرع في قلبه نقصاً وفراغاً يصعب تعويضه مع الوقت.
بينما حين يكون الأب قريباً وحاضراً، ومشاركاً، حين يضحك ويلعب معه، ويستمع إليه ويحضنه، حينها يبدأ الطفل في بناء ذاته على أرض من الطمأنينة والثقة.
فأعظم ما يملكه الأب ليقدمه لطفله ليس المال ولا الهدايا، بل قلب مفتوح وذراعان تتسعان للحنان، لأن التربية ليست توجيهاً فقط، بل دفء واهتمام وصداقة.
فلنمنح أبناءنا ما يستحقونه من حب غير مشروط، لأن الاحتضان لا يؤجل، والحب لا يطلب، بل يعاش بكل لحظة.

السابق