مع انطلاق موسم التصوير الجديد مؤخراً، وتزامنه مع تأكيد رئيس اللجنة الوطنية للدراما مروان الحسين، على دخول دماء إنتاجية جديدة، وتكريس فلسفة التنوع، تفتح المرحلة المقبلة سؤالاً جوهرياً حول هوية الدراما السورية، ما النوع الذي تحتاجه سوريا لتستعيد حضورها الفني والثقافي؟
لم تعد الدراما السورية مجرد منتج فني للعرض التلفزيوني، بل باتت وثيقة تحمل ملامح بلد ينهض، المطلوب.. دراما تعيد قراءة الجراح بوعي، وتحوّل الألم إلى حكاية إنسانية تتجاوز البكاء على الأطلال.
الإشارة إلى دخول شركات إنتاج جديدة تمثل فرصة لفتح المشهد الدرامي أمام طاقات شبابية، سواء على مستوى الكتابة أو الإخراج أو التمثيل، لا يمكن للدراما أن تنهض إذا بقيت أسيرة الوجوه ذاتها، أو رهينة الحكايات التي استُهلكت، الدماء الجديدة ليست مجرد إضافة أسماء، بل فلسفة عمل تعني التجريب، الجرأة في الطرح، وإعادة رسم العلاقة بين النص والشاشة.
من أهم التحديات التي تواجه الدراما السورية اليوم هو تجنب الوقوع في فخ التكرار، فلسفة التنوع تعني أن نرى أعمالاً اجتماعية إلى جانب التاريخية، كوميدية إلى جانب البوليسية، ومسلسلات تقترب من تجارب إنسانية فردية إلى جانب الأعمال التي تعكس صورة المجتمع، التنوع لا يثري فقط الذائقة المحلية، بل يفتح المجال للشراكات مع شركات عربية، وهو ما أشار إليه التصريح بوجود طلبات لتنفيذ أعمال داخل الأراضي السورية.
التصريحات الرسمية تبشّر بموسم مختلف، لكن التحدي الحقيقي يكمن في جودة النصوص وجرأة الرؤية الإخراجية، ومدى قدرة الدراما السورية على أن تحكي قصتها بعد الحرب للعالم كله، ما نحتاجه اليوم هو دراما تحمل وعياً ومسؤولية، وتكون قادرة على أن تقول: هنا سوريا، بملامحها الجديدة، بذاكرتها المثقلة، وبأملها المتجدد.