زيارة السيد الرئيس أحمد الشرع إلى مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض 2025 تمثل نقطة تحول استراتيجية لسوريا، لكونها تفتح فرصاً حقيقية لإعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي.
هذه المشاركة ليست مجرد حدث دبلوماسي، بل بداية عملية لبناء سوريا جديدة تتطلع إلى المستقبل، تعتمد على الابتكار والتكنولوجيا والتنمية المستدامة.
و لاشك أن الفرص التي تنتظر سوريا في هذه المبادرة تتجاوز حدود إعادة البناء التقليدية، لتشمل التحول الرقمي والطاقة المتجددة، وخاصة في مجالات الطاقة الشمسية والرياح، التي يمكن أن تجعل من سوريا مركزاً رائداً في الطاقة النظيفة، وهذا التوجه يعكس رغبة الحكومة في تحقيق استقلالية طاقية وتعزيز الأمن الطاقي للبلاد.
علاوة على ذلك، هناك فرص كبيرة في القطاع الصحي، من خلال بناء مستشفيات جديدة وتطوير أنظمة الرعاية الصحية باستخدام التكنولوجيا الطبية.
كما أن القطاع التعليمي يحتاج إلى تطوير شامل من خلال البرامج الرقمية والتعليم عن بُعد، مما يساهم في تنمية رأس المال البشري.
نعم آن الأوان لتتبنى سوريا اقتصاداً ذكيّاً يعتمد على التكنولوجيا المالية (Fintech) ويشجع على استثمارات في الزراعة الذكية والصناعات المستدامة.
بالتأكيد هذه القطاعات يمكن أن تخلق فرص عمل جديدة وتساهم في تحقيق نمو اقتصادي مستدام.
وأولاً وأخيراً، سوريا بحاجة إلى أن تكون شريكاً في التنمية، وليس فقط متلقياً للمساعدات. نعول على هذه الفرص لتضع البلاد على المسار الصحيح نحو بناء اقتصاد مبتكر ومستدام، يخدم مصالح الشعب السوري ويعزز من سيادة البلاد على المدى الطويل.