تقترب انتخابات اتحاد كرة القدم، ومعها يعود السؤال الذي يطرح نفسه منذ سنوات: هل ستشكل هذه الانتخابات نقطة تحول حقيقية، أم إنها مجرد محطة جديدة لإعادة إنتاج الأزمة؟.
الواقع واضح ولا يحتاج إلى كثير من الشرح، فالكرة السورية تحمل إرثاً ثقيلاً خلفه النظام البائد، بنية تحتية متهالكة، مسابقات بعيدة عن المعايير الحديثة، أندية غارقة في الديون، فئات عمرية مهملة، وأكاديميات تجارية بلا اعتراف رسمي.
نحن لا نتحدث هنا عن خلل عابر، بل عن أزمة عميقة تهدد أساس اللعبة برمتها، وتجعل أي وعود انتخابية مجرد كلام فارغ ما لم تترجم إلى خطة إصلاح جذرية تبدأ من الأساس.
الخيارات واضحة، إما أن تكون الانتخابات المقبلة مجرد إعادة تدوير للمشكلات ذاتها، أو أن تشكل نقطة انطلاق نحو بناء حقيقي، المطلوب ليس مقاعد إضافية على طاولة الاتحاد، بل إعادة صياغة مفهوم العمل الإداري كله، عبر مجلس يعمل كفريق واحد، لا كأفراد متناحرين.
الجمهور السوري، الذي تابع خيبات المنتخب وأزمات الدوري وانهيار منظومة المواهب، لم يعد يقبل بالشعارات، هو يريد اتحاداً يعترف أولاً بأخطائه، ويضع ثانياً خطة جريئة قابلة للتنفيذ، تطوير البنية التحتية، تحديث المسابقات، فرض الاهتمام بالفئات العمرية بمدربين مؤهلين، ودمج الأكاديميات في المنظومة الرسمية.
الانتخابات المقبلة ليست امتحاناً للمرشحين فقط، بل امتحان لكرة القدم السورية بأكملها، فهل نحن قادرون على صناعة التغيير، أم إننا سنكتفي بترقيع أزمة عمرها عقود؟.