هي صورة تقلب الموازين في لحظة تكذب كل الألسنة الإعلامية وتنتصر على كل المشاهد السياسية والعسكرية حين تكون صورة إنسانية صرفة جامعة للسوريين في لحظات الألم والفاجعة، هي الصورة التي التقطت بالأمس لرجال الدفاع المدني في سورية وعناصر الخوذ البيضاء والدفاع المدني وهم يحاصرون التهام النيران لأشجار سورية ورئتها في الساحل السوري.
في المشاهد القادمة من جبال اللاذقية صور تجسد فعل الإنسان السوري الحقيقي وتضحياته في سبيل سوريا بعيداً عن أي انتماء عرقي أو طائفي وفي تفاعل الكل السوري مع هذا المشهد يبدو أن رجل الدفاع المدني لا يطفئ فقط الحرائق المشتعلة في الغابات بل يخمد أيضاً بإنسانيته نيران الطائفية والخلافات التي تظهر وتختفي بحسب وتيرة التصعيد للعبة السياسية والعسكرية ليس في سوريا فقط بل بالمنطقة.
ليس من المبالغة بأن نقول بأن رجال الدفاع المدني الذين لفحت وجوههم نيران الحرائق وتنفسوا من دخان الكارثه لينقذوا محافظات سورية خلقوا حالة وطنية نحتاجها كلنا في هذه اللحظة السياسية السورية فالمؤازرات التي أتت تلبي نداءات الدفاع المدني وتؤازرها من كل المحافظات لا تدل على خرائط تقسيم في سوريا بل تعكس استحالة تنفيذها في سوريا وتشابك أيادي السوريين لمحاصرة الحريق هي أصدق من أي مصافحة سياسية تحت أضواء الإعلام بعيون زجاجية.