الثورة- متابعة عبد الحميد غانم:
تحت عنوان (اتجاهاتنا الفكرية الكبرى.. العولمة – التشاركية – التنمية البشرية)، أقام اليوم فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب فعالية ثقافية فكرية حاضر فيها الدكتور معن النقري، وقدمها الدكتور إبراهيم زعرور رئيس فرع دمشق للاتحاد وأدار الحوار الدكتور صبحي سعيد عضو الاتحاد بحضور مجموعة من الكتّاب والأدباء والإعلاميين.
وركز الباحث الدكتور معن النقري في محاضرته على أهمية مصطلح التشاركية كون سورية من أوائل البلدان التي طرحته فكراً وممارسة، مؤكداً أنها نهج للتواصل والفعل المشترك يلزم رعايته والتركيز على أنماط المشاركة التربوية وضرورة تطوير ثقافة الحوار في سائر المجالات وفي المراحل العمرية كافة لخلق علاقات إنسانية متوائمة بين الأفراد والجماعات والاتجاهات المختلفة للمجتمع الواحد، وكذلك في العلاقات بين الشعوب والأمم والثقافات والحضارات المتباينة.
ونوه النقري بأن الحاجة إلى التشاركية جاءت لتجاوز سلبيات التنمية البشرية وتأكيد الإيجابيات واستثمار دور جميع القوى الاجتماعية تنموياً، مشيراً إلى أن التشاركية بأنواعها المختلفة ومستوياتها المتباينة تعتمد أساساً على التعاون والتكاتف والتعاضد وروح الجماعة أو الفريق والثقافة والمؤسسية التعاونية بوجه عام.
ورداً على تساؤل مدير الجلسة حول انعكاسات القضايا العالمية على واقعنا العربي والمحلي، أشار النقري إلى أن الأزمة والحرب الكونية ضد سورية أظهرت استهداف سورية عالمياً من قبل عدد كبير من الأنظمة ومن خلال مجموعات الإرهابيين الذين عاثوا فسادا على الأرض السورية وجاؤوا من بلدان عديدة، وكذلك من خلال التضليل الإعلامي الشامل الذي مارسته الولايات المتحدة الأميركية والغرب عموماً ضد سورية على شاكلة أسلحة الدمار الشامل وآثاره الكارثية.
ولفت النقري إلى أهمية العامل البشري للنمو والتنمية ووسيلة وغاية التطور الاقتصادي والاجتماعي في مجمل التحولات المصيرية لسورية والوطن العربي، مركزاً على دور الشباب والنساء وعدم الوقوع في المفاهيم الخاطئة التي تعوق توجهات التنمية البناءة.
وفي رده على مداخلات وأسئلة بعض الحضور، أكد النقري على الجدية النوعية والأصيلة في طروح التشاركية ومبادئها بدلاً من الاكتفاء بتبسيطها وإرجاعها إلى شذرات ومحطات تراثية انتقائية وهزيلة ومفككة، كما يحصل عادة مع كل جديد تقريباً بإعادته إلى الأصول التي كانت تحتوي على كل شيء.
وكان الدكتور زعرور قد رحب بالحضور مؤكداً أهمية المحاضرة في طرح إشكاليات تواجه مجتمعنا المعاصر والعمل على فهمها.
