الثورة – فاتن دعبول:
صدر العدد المزدوج من مجلة المعرفة” 706، 707، لشهري تموز وآب للعام 2022، تصدرتهما كلمة الوزارة التي حملت عنوان” على عرش الأدب العالمي” تحدثت خلالها الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة عن الأستاذة الجامعية أنّي أرنو التي توجت على عرش الأدب العالمي، إذ منحت جائزة نوبل للآداب، فكانت أول أديبة فرنسية، والسيدة الفرنسية السادسة عشرة التي تفوز بالجائزة من أصل سبع عشرة امرأة على مستوى العالم.
تقول وزيرة الثقافة:” انتزعت الكاتبة أرفع جائزة أدبية في العالم بما تمتعت به كتاباتها من “شجاعة وحدة في تشريح الواقع وصولاً إلى اكتشاف الجذور، وما تفرضه القيود الجمعية على الذاكرة فتنأى بها بعيداً عن تلك الجذور، وربما لجرأتها في التعبير عن موقفها الأدبي والإنساني من تحدي المتقابلات والتحكم بالهوية”.
وتنقل ناظم مهنا رئيس التحرير في كلمة العدد بين الأسطورة والرواية الجديدة، وقال” إذا كان عمر الشعر يعد بآلاف السنين، وعمر المسرحية بالمئات من السنين، فمرحلة ولادة الرواية لم يتجاوز الخمسمئة عام، ويمكن أن تعد جنساً شاباً من أجناس الأدب، ونظرية الرواية.. هي أقل بكثير من نظرية الشعر والمسرح، إلا أن اهتماماً بدأ ينشأ ويتعاظم بالفن الروائي، حتى ليكاد يغلب الفنون كلها..”
وفي باب آفاق المعرفة نقرأ للإعلامي ديب علي حسن عن نيويورك بعيون ثلاثة مبدعين عرب، وهم أمين الريحاني، ميخائيل نعيمة، وأدونيس، الذي تحدث في كتابه” كتاب الغرب” الصادر عن دار التكوين وهو قراءات متعددة في الثقافة والفكر والسياسة والحضارة، حيث عرى جنة الوهم عند من يتهمونها وراء لجة البحار، ويظنون أن المن والسلوى حيث تقوم ناطحات السحاب، وحيث كل إنسان مجرد رقم في بطاقة ما”.
ونقرأ عن أهمية الحكايات الخيالية لدى الأطفال للدكتورة ميساء زهير ناجي، تقول: يرى بعض الكتاب والنقاد أن الحكايات الخيالية تمثل أفضل أشكال الخطاب الموجه للأطفال من خلال الانتقال بهم إلى عالم سحري آسر لا تنطبق عليه القوانين الطبيعية ولا العلاقات السببية ولا الحتمية البشرية ..”
وتوقف د. عبد الكريم حسن عند عبد العزيز المقالح” شاعر اللوحة” وقال: جاء إلى الشعر من عمود الشعر، وجاء إلى الشعر من تراث يسند إلى الشاعر دور الناطق باسم الجماعة، كتب في الثورة والوطن وفي الحرية والوحدة وفي العروبة وفلسطينها والنكبة وجراحها.. شعره شعر القضية.
كما تحدث د. محمود حمود عن الفيلة ودورها في الحروب القديمة وأن الهنود هم أول من استخدم الفيلة وعرف قيمتها في الحروب، وكانت لديهم قناعة أن جيشاً بلا فيلة لا نفع له..”
ونطل من نافذة الثقافة على الإصدارات الجديدة يعدها حسني هلال ومنها صدمة الكتابة في رواية السيرة الذاتية، من تأليف ناهد صلاح الدين شعبوق، ورواية زحمة حب لصاحبتها بوران كرم عربش، وأيضاً المجموعة الشعرية للشاعر جودي حمدان العربيد، ومن الإصدارات” رسائل إلى جدتي التي لا تعرف القراءة للشاعرة جمانة نعمان.
ويختتم العددان بكتاب المعرفة الشهري” ليدي مكبث، قضاء مسينك” للكاتب نيقولاي ليسكوف، وهو قاص وروائي روسي معاصر لتولستوي، وأهم ما يميز أدبه هو واقعيته التي أغنت قصصه بالشخصيات ذات الملامح الواضحة التي لا تمحى من الذاكرة.
وقد تصدرت العدد لوحة للفنان السوري فريد شنكان، واتسم العددان بتنوع وغنى العناوين التي تضمنها، وخصوصاً ما اهتم منها بالدراسات والبحوث، والعناوين التاريخية، هذا إلى جانب الخيار الموفق لكتاب المعرفة الشهري الذي يشكل نافذة على الآداب العالمية.