عود فريد الأطرش صنع في حلب.. انتصار عالمي جديد لسورية ولملك النغم

الثورة – أديب مخزوم:

إدراج العود السوري والعزف عليه، ضمن لائحة التراث الإنساني لمنظمة اليونيسكو الدولية، يشكل انتصاراً جديداً لسورية، ولموسيقار الأزمان فريد الأطرش، على مستوى العالم، فهو سوري بحكم الولادة في جبل العرب، وعوده المصدف الشهير، الذي كان يعزف عليه في أفلامه وحفلاته على مدى مشواره الفني الطويل، صنع في مدينة حلب، على يد أحد معجبيه، ولقد قدمه له هدية، في مستهل حياته الفنية، خلال زيارته لحلب عام 1943، كما يذكر الموسيقار الخالد في أحد حواراته المتوفرة على اليوتيوب.
وفريد الأطرش هو الوحيد الذي جعل من آلة العود لغة إحساس العالم العربي، وهو الوحيد الذي كان يزلزل الأرض تحت أقدام جمهوره، والوحيد الذي كان قادراً على إحداث الأثر المزلزل، حين كان يظهر على المسرح مع عوده الحلبي الشهير. ولقد حافظ على هويته الشرقية، وبالتالي كان الملك المتوج القادر على إثارة الجماهير العريضة، من خلال استهلال وصلاته الغنائية بالعزف على أوتار عوده الساحر.
وفريد الأطرش حاز على جائزة أفضل عازف عود في العالم في مسابقة أقيمت بتركيا في مطلع الستينيات، وإلى جانب إتقانه الشديد لتكنيك العزف على العود، اهتم بالآلة نفسها لتحقيق الكمال، وكان حريصاً على اختيار أرفعها صوتاً وشكلاً، ومن بين كل الأعواد التي اقتناها، وعزف عليها، كان عوده الحلبي المصدف هو المفضل لديه، وهو الذي ساهم في خلق أسطورته الحية والمتجددة، كعازف على العود وملحن ومطرب عالمي لا يبارى، ويقال بأن بعض الملوك والأمراء دفعوا أكثر من خمسة ملايين دولار ثمناً لهذا العود، بعد رحيل الموسيقار الرائد والمؤسس والعالمي، ومن غير المؤكد أن عوده قد انتقل إلى قصر أحد الملوك، كما يشاع ويقال.
ويذكر أنه بدأ حياته الفنية عازفاً على العود في الإذاعة المصرية، بعد أن لفت عزفه سماع مدحت عاصم، ثم تدرج من عازف عود إلى مطرب وملحن ومؤلف موسيقي، ومن مطرب رومانسي، إلى مطرب يقظة وطنية وقومية.
والمنطق الرومانسي في عزفه وألحانه وأغانيه، كان استرسالاً مع حكاية النبض الشعبي النابع من الحنان والحنين، والشجن الفريد، فإذا استمعنا إلى عزفه وألحانه وصوته، أحسسنا بالهواء والماء وبإيقاعات الوجود وانتعاشات الحياة.
ولم يحدث على مستوى العالم أجمع، أن ظل فنان يغني على مدى أربعين عاماً، روائع أغانيه الطويلة على المسرح، ويستهلها بتقاسيم على عوده، الذي تفرد فيه وبرع وأبدع ووصل إلى ما يشبه الإعجاز والأسطورة الحية والمتجددة، بل ظل فريد صداحاً، بمصاحبة عوده في كل حفلاته الحية مع الجماهير. هو الذي كان أول من قدم حوارية بين العود والبيانو في مقدمة رائعته المصورة سينمائياً حكاية غرامي، وأول فنان عربي حقق الخلود الفني، حين نشرت أعماله في الموسوعة الفرنسية للفنانين الخالدين “الإنسيكلوبيدي”. وكانت الجماهير المحتشدة تستقبله كما تستقبل الزعماء والرؤساء والملوك، وهو من هذه الناحية يقف في الصف الأول مع كبار العازفين والملحنين والمطربين قاطبة في هذا العصر.
إن تصفيق الجمهور لعزف فريد على العود ظاهرة لن تتكرر لا قبل ولا بعد رحيله.. ومن حكاياته مع آلة العود، أنه كان على موعد لإحياء حفل غنائي، وذهب إلى المسرح في الموعد المحدد، ولكنه فوجئ بعدم حضور الفرقة الموسيقية، وعندما طال انتظار الفرقة، ضجت الجماهير، وأصبحت تهتف: نحن نريد فريد ولا نريد الفرقة الموسيقية، فما كان من فريد إلا أن ظهر على المسرح وراح يغني بمصاحبة عوده فقط، وظل يغني ويعزف لمدة ساعة ونصف الساعة، وعندما انتهى من تقديم وصلته الغنائية، صعد عدد من الجمهور إلى المسرح لكي يقبلوه، فوجدوا أن أصابعه تنزف دماً.. فقال لهم أنه مع اندماجه في الغناء والعزف سقطت الريشة التي يعزف بها من يده، ولم يرضَ أن يقطع اندماج الجمهور معه، فأصر على العزف بأصابعه حتى نزفت منها الدماء ولم يعرف ذلك إلا بعد أن انتهت الأغنية.

آخر الأخبار
سرقة 5 محولات كهربائية تتسبب بقطع التيار عن أحياء في دير الزور "دا . عش" وضرب أمننا.. التوقيت والهدف الشرع يلتقي ميقاتي: سوريا ستكون على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين إعلاميو اللاذقية لـ"الثورة": نطمح لإعلام صادق وحر.. وأن نكون صوت المواطن من السعودية.. توزيع 700 حصة إغاثية في أم المياذن بدرعا "The Intercept": البحث في وثائق انتهاكات سجون نظام الأسد انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في القنيطرة "UN News": سوريا.. من الظلام إلى النور كي يلتقط اقتصادنا المحاصر أنفاسه.. هل ترفع العقوبات الغربية قريباً؟ إحباط محاولة داعش تفجير مقام السيدة زينب.. مزيد من اليقظة استمرار إزالة التعديات على الأملاك العامة في دمشق القائد الشرع والسيد الشيباني يستقبلان المبعوث الخاص لسلطان سلطنة عمان مهرجان لبراعم يد شعلة درعا مهلة لتسليم السلاح في قرى اللجاة المكتب القنصلي بدرعا يستأنف تصديق الوثائق  جفاف بحيرات وآلاف الآبار العشوائية في درعا.. وفساد النظام البائد السبب "عمّرها" تزين جسر الحرية بدمشق New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق