الثورة – ترجمة: رشا غانم:
اندلعت موجة صدمة غامضة باتجاه الأرض، الأمر الذي أدى إلى تصدع غلافها المغناطيسي، وهي المنطقة التي تحمي كوكبنا من الإشعاع الضار، ولم يُعرف حتى الآن أصل هذه الموجة الصادمة، لكنّ علماء الفلك يعتقدون أنها جاءت نتيجة انطلاق غاز نشط ومغناطيسي للغاية شديد الحرارة، ينطلق من الشمس، ومعروف أيضاً باسم الانبعاث الكتلي الإكليلي (CME)، ولربما تم إطلاق الغاز من AR3165 البقع الشمسية، التي أطلقت ما لا يقل عن ثمانية توهجات شمسية في الفضاء في 14 كانون الأول الجاري، ما تسبب في تعتيم كامل فوق المحيط الأطلسي.
وبينما لم يدق العلماء ناقوس الخطر حتى الآن، يمكن أن يظل الشق مفتوحاً لساعات ويترك الرياح الشمسية تتدفق، حيث تم رصد البقعة الشمسية وهي تتصدع في 14 كانون الأول الجاري، ثم أطلقت انفجاراً لتوهجات شمسية من فئة M6 أصابت الأرض، حيث تصنف التّوهجات من فئة M6 على أنها متوسطة الحجم، ومع ذلك، يمكن أن تتسبب هذه الأحداث في تعتيم كامل، وقد حدث ذلك منذ فترة وجيزة فوق المحيط الأطلسي.
كما التقط مرصد ديناميكيات الطاقة الشمسية التابع لناسا، وهو مسبار يدرس شمس الأرض ويتابع الانفجارات من البقعة الشمسية وهي منطقة مظلمة أكثر برودة من أجزاء أخرى من السطح، والتي أطلقت تيارات من البلازما واحدة تلو الأخرى، وشوهدت ومضات ضوء ساطعة قادمة من البقعة الشمسية، والتي من المحتمل، أنّها من أرسلت موجة الصدمة نحو الأرض.
تحدث موجات الصدمة عندما تنجرف موجة سريعة الحركة من الرياح الشمسية عبر الرياح الشمسية البطيئة الحركة، وتتكون من غازات مضغوطة وحارة، ويمكن للانبعاث الكتلي الإكليلي إخراج مليارات الأطنان من مواد الهالة من سطح الشمس، حيث تتكون المادة من البلازما والمجالات المغناطيسية، تمتلك مثل هذه الانفجارات القدرة على تحفيز طقس الفضاء الذي يمكن أن يتداخل مع الأقمار الصناعية وشبكات الطاقة على الأرض ويمكن أن يكون ضاراً لرواد الفضاء غير المحميين.
يقع الغلاف المغناطيسي للأرض في مجاله المغناطيسي، والذي يمتد آلاف الأميال إلى الفضاء وتؤثر مغناطيسيته على كل شيء من الاتصال العالمي إلى هجرة الحيوانات وأنماط الطقس، حيث يمهد الشق الحالي الطريق لعواصف مغناطيسية أرضية محتملة من فئة 1، والعاصفة المغناطيسية الأرضية هي اضطراب كبير في الغلاف المغناطيسي للأرض يحدث عندما يكون هناك تبادل فعال للغاية للطاقة من الرياح الشمسية إلى بيئة الفضاء المحيطة بالأرض، ومع ذلك، فإن العاصفة المغناطيسية الأرضية من فئة 1 هي الأضعف من بين كل العواصف.
هذا وتشهد شمس الأرض نشاطاً متزايداً في عام 2022، بعد أن أطلقت أقوى توهج شمسي لها منذ خمس سنوات، ويبدو أن الشمس تنتقل إلى فترة نشطة من دورة نشاطها التي تبلغ 11 عاماً والتي بدأت في عام 2019، ومن المتوقع أن تبلغ ذروتها في عام 2025، وعادةً ما تصل التوهجات الشمسية، أي انفجارات الإشعاع الكهرومغناطيسي التي تنتقل بسرعة الضوء إلى كوكبنا في غضون ثماني دقائق من الخروج من الغلاف الجوي للشمس.
ومن الجدير ذكره بأن توهجات من فئة x هي الأقوى، تليها توهجات من الفئة M، وهي تلك التي لوحظت في 14 كانون الأول الجاري.