الثورة – درعا – عبد الله صبح:
تعرف محافظة درعا بغزارة ينابيعها وتوفر مياه الشرب على مدى سنوات طويلة، إلا أن مستوى المياه تراجع إلى حد غير مسبوق، فجفت بعض الينابيع نتيجة عوامل كثيرة من بينها حفر الآبار المخالفة والتي تجاوزت الـ 4 آلاف بئر ما أسهم في إلحاق الضرر بحوامل التغذية، وغيرت مجرى الخطوط، الأمر الواقع الذي جعل الأهالي يعيشون حالة من العطش والتذمر.
اليوم لا تزال مشكلة تأمين مياه الشرب هاجساً لدى أغلبية المواطنين بالتزامن مع ضعف حصة درعا من الكهرباء والتي في أفضل حالاتها لا تتجاوز الـ ٤٠ ميغا في وقتنا الحالي.. من هنا جاء البحث عن بدائل لتأمين طاقة بديلة لتشغيل ٱبار مياه الشرب في أرجاء المحافظة.
حول هذا الأمر أفادنا مدير عام مؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي المهندس محمد المسالمة بأن أعمال التحول بتشغيل آبار مياه الشرب في المحافظة إلى منظومة الطاقة الشمسية هو النهج الذي تسير وفقه المؤسسة، وذلك لضمان استمرارية عملها لأطول وقت ممكن في ظل تقنين الكهرباء الطويل، والإسهام بتأمين أكبر قدر ممكن من احتياجات التجمعات السكانية إلى مياه الشرب.
وبيَّن المسالمة لـ «الثورة» أنّ إجمالي عدد الآبار المجهزة بالطاقة الشمسية على مستوى المحافظة بلغ حتى بداية تشرين الأول من العام الجاري 2022 أكثر من 70 بئراً تؤمن استمرارية الضخ لمياه الشرب لمدة لا تقل عن 8 ساعات يومياً مع إسهامها بتخفيض كلف تشغيل الآبار بالطاقة الكهربائية والمحروقات، وهي بصدد حفر العشرات من الآبار في مناطق متفرقة بأرجاء المحافظة، كما انتهت المؤسسة من صيانة شبكة مياه درعا المحطة ومحيط المشفى الوطني، ما أدى لتحسن واقع المياه في أحياء مدينة درعا، كما يتم حالياً بناء خزان عالٍ سعة 500 م٣ لتحسين واقع المياه في حي طريق السد ومخيم درعا.
والجدير بالذكر أنه تمّ مؤخراً تأهيل آبار في عدة مناطق بمحافظة درعا منها إزرع ونامر ورخم وعلما والمليحة الغربية ومحجة وناحتة وغيرها، كما أنّ غزارة محطة ضخ الأشعري بعد أن كانت منذ أكثر من عام مضى 1800م٣ بالساعة، مع بداية العام الحالي 2022 وصلت إلى 700 م٣ ،فيما انخفضت مع بداية تشرين الثاني من العام نفسه إلى 300 م٣ بالساعة نتيجة انخفاض منسوب المياه الجوفية والتعدي على خط الدفع الرئيسي لشبكة محطة ضخ الأشعري، إضافة لوجود المئات من الآبار المخالفة التي كانت السبب وراء نضوب وجفاف الكثير من مصادر المياه من بينها عيون العبد والساخنة وبندك ونبع المزيريب وزيزون.