حيازة المايسترو أندريه معلولي على جائزة الدولة التقديرية لعام 2022 في مجال الفنون، تساهم في تقريب الموسيقا الأوركسترالية والأوبرالية العالمية إلى الإذن العربية . فالمحتفى به والذي يشغل حالياً ( المدير العام لدار الأوبرا في دمشق )، أكاديمي محترف، قاد العديد من الفرق، وشارك في العديد من المهرجانات والحفلات داخل سورية وخارجها، ولقد ركز لأن تكون أمسيات وبرامج دار الأوبرا ، التي تنظم تحت إشرافه، أو بمبادراته، من الغناء العربي والغربي الراقي والخالد، وهذا يؤكد حرصه على التنويع، لاستقطاب الدار جمهوراً من مختلف الأذواق والحساسيات السمعية، والمستويات الثقافية
وعندما نتحدث عن المايسترو والموسيقي القدير أندريه معلولي، فإننا نبرز دوره في نشر الموسيقا الراقية، الموجهة للنخبة، ولنخبة النخبة، وأيضاً الموسيقا الراقية الموجهة للعامة، وهو متخصص أكاديمي في الكمان والفيولا، وحائز على شهادات عليا في العزف والموسيقا . كما أنه عضو الهيئة التدريسية في المعهد العالي للموسيقا، برتبة استاذ، ومدير المعاهد الموسيقية والباليه في وزارة الثقافة بين عامي 2012 ـ 2014 ، واستاذ آلة الفيولا في المعهد، وعضو الفرقة السيمفونية الوطنية السورية ، وفرقة الحجرة السورية منذ سنوات طويلة ، وعضو رباعي دمشق الوتري ، وعضو في عدد من الأوركسترات .. إضافة لدوره في الارتقاء بالمناهج الموسيقية، وغير ذلك كثير . . وهكذا استحق التكريم، بقرار وزيرة الثقافة د. لبانة مشوح الحاضرة دائماً، في كل نشاط فني وثقافي .
والموسيقا السمفونية والأوبرالية وسواهما، لاتزال بعيدة عن اهتمامات الجمهور العربي ( رغم أن الراحلة الكبيرة أسمهان كسرت بصوتها الأوبرالي هذه القاعدة منذ نهاية الثلاثينيات، وقدمت الروائع الخالدة ) وخاصة الأغاني التي لحنها لها شقيقها موسيقار الأزمان فريد الأطرش، والموسيقار المجدد محمد القصبجي، وألحان الأخير نجحت وأشتهرت بصوت أسمهان، أكثر مما نجحت وانتشرت بصوت أم كلثوم، وهذا هو ـ من وجهة نظري ـ السبب الوحيد، الذي جعل أم كلثوم تحقد، وإلى الأبد على محمد القصبجي، وترميه خلفها كعازف عود، بعد أن أصبحت تفضل ألحان رياض السنباطي على ألحانه . وهذا يعني أن الأوبرا ليست منفصلة عن واقعنا، بخلاف ما هو شائع . والدليل أن كبار نقاد الموسيقا وفي مقدمتهم كمال النجمي يعتبرون أسمهان ( صاحبة الصوت الأوبرالي ) هي المطربة الثانية بعد أم كلثوم بلا منازع .

التالي