الثورة – هفاف ميهوب:
“المكان: الكرة الأرضية.. سكان الكوكب يحاولون الاختباء يائسين، بلايين الناس لايجدون مكاناً يحتمون فيه.. يهرب البعض إلى تحت سطح الأرض، بحثاً عن كهوف ومداخل مناجم مهجورة، ويمتطي آخرون غواصات نحو البحر، وآخرون هائجون، وقتلة وغير مهتمّين، في حين تكتفي الأكثرية بالجلوس، متجهّمة ذاهلة تنتظر النهاية”..
بهذا السيناريو مهّد عالم الفيزياء البريطاني “بول ديفيز” لـ “الدقائق الثلاث الأخيرة” من احتمالات نهاية الكون، وبالتالي الكرة الأرضية والحضارة البشرية..
يمهّد “ديفيز” بهذا السيناريو، ليذكّر بعدها بالنظرية التي قدّمت فكرة عن “الانفجار الكبير”.. الحقيقة التي دفعت الفيزيائي الأميركي “ستيفن واينبرغ” للحديث عن “الدقائق الثلاث الأولى” من بداية الكون، وعن تشكّله من الذرّة الأولى التي انفجرت وتمدّدت, مثلما العمليات التى حدثت بعد لحظاتٍ قليلة، من الانفجار العظيم.
إنها الفكرة التي ترسّخت في الذاكرة الشعبية والعلمية، ودفعت أصحابها للتساؤل عن مستقبل الكون، وعن الطريقة التي سينتهي بها، وتنبّأ بها كثر من علماء الفيزياء والكونيات، لتكون آخر هذه التنبّؤات، ما قدّمه “ديفيز” بناءً على تطوّر العلم، وأحدث الأفكار التي قدّمها هؤلاء العلماء:
“في عام 2126 من شهر آب، سيصطدم مذنّب بالأرض، وسيُحدث دماراً بالكرة الأرضية..”..
إنه ما يجعل مستقبل الكون، يتوقف على عمليات فيزيائية، استعرض “ديفيز” أهمها، مع محاولة وضع تفسيرات علمية وفلسفية عميقة، للنظريات العديدة عن احتمالات نهاية الكون، وعمّا إذا كان من الممكن امتداده اللانهائي، دون أن تأتي الدقائق الثلاث الأخيرة.
باختصار.. يضع الكتاب سيناريوهاً جديداً لنهاية الكون، متناولاً إمكانيّة انكفائه وتقّلّصه، أو تمدّده، أو حتى بقائه في حالة مستقرّة لا تتقلّص ولا تتوسّع.. يتحدّث عن مستقبل هذا الكون، وتأثير نهايته على الحضارة البشرية، وسواء الآلية أو العادية، دون تجاهل الحقيقة التي تقول، أن ما ممكن وجوده، ممكن أيضاً توقّف وجوده.. أي، قد يمتدّ الزمن إلى ما لانهاية، ولا تأتي أبداً “الدقائق الثلاث الأخيرة”…

السابق