“أنا”.. كما لو كنت آخر..

الثورة – لميس علي:

يستنتج عالم النفس إيثان كروس من جامعة ميتشغان: “توصلنا بأن تغيراً لغوياً طفيفاً وخفياً، مثل أن تستخدم اسمك بدل كلمة “أنا”، قد يعود عليك بأثر قوي منظم للذات”.

استنتاجه هذا يتم توظيفه أثناء الحديث مع النفس.. فأحاديثنا مع ذواتنا، يُفترض وفق ملاحظة “كروس”، أن تعتمد أسلوب الخطاب بضمير آخر، غير ضمير المتكلم “أنا”.

يمكن تصنيف هذه الحيلة ضمن الأساليب التحفيزية التي تعمل على رفع “الثقة بالنفس”.. تماماً كما يوصي بذلك بعض الأطباء النفسيين الذين يجعلون مراجعيهم يقفون أمام المرآة ويدربونهم على الحديث مع أنفسهم بلغة لطيفة، لهدف التخلص من كل المفردات القاسية والسلبية التي من الممكن أن يستخدمها المرء في حواره الذاتي.

يبدو أن كل ذلك يصل إلى غايةٍ تتلخص برغبتهم بخلق أفراد يصادقون ذواتهم..فنحن نحاول أن نبدو بأجمل هيئة أمام الآخرين، لأننا نرأف بالآخر أكثر مما نرأف بحالنا، في لحظات كثيرة.

ماذا يحدث إن اعتبرنا أنفسنا آخرين؟ فاستخدام حيلة أو تقنية نفسية مثل تلك التي أوصى بها كروس وآخرون، تمثّل خطوة أولى لمصادقة النفس.

والشيء الأهم لنصبح الصديق الأفضل والأجمل “أنا” يعتمد على التوازن ونقل حوارنا الداخلي من النقد الذاتي المستمر والقاسي إلى حديث المشجع والداعم عبر أسلوب تحويل الأفكار السلبية وقلبها إلى إيجابية.

في كتابها “فن التحدث مع النفس بيّنت الكاتبة فيرونيكا توغاليفا، هذه الكيفية التي يفترض أن نتعامل من خلالها مع الذات بواسطة الحوار الداخلي عبر الوعي الذاتي كخطوة أولى لفهم هذا النوع من الحوار.

فحديثك الداخلي هو مرآة عواطفك وأفكارك وتغيير حياتك يمرّ عبر بوابة تغيير الطريقة التي تحدث بها نفسك، فكلّما كان حوارك الذاتي الداخلي ممتلئاً باللطف والهدوء والإيجابية، أصبح العالم من حولك أكثر انسجاماً ومطواعيةً لتحقيق أهدافك.

متى نصل إلى مرحلة الاعتراف: “أنا أفضل وأجمل صديق لذاتي”؟ كنوع من تطوير مهارات التحدث مع الذات للارتقاء بها والوصول إلى أفضل نسخة منها، وليس لأجل إثبات القدرة على العيش، العزلة والابتعاد عن الآخرين، فالفرق كبير بين الهدفين.

ضمن كتابه “ثرثرة الصوت في رأسنا” يشير كروس إلى أن الأسلوب اللغوي لدينا يحدد أحياناً مصير الصوت الداخلي، مثلاً يطلب حين تقوم بتوجيه كلماتك لنفسك استخدم التحدث للذات من مسافة، عندما تحاول تجاوز تجربة صعبة استعمل اسمك والضمير أنت بدلاً من الضمير أنا لتتحدث إلى نفسك، فأنت بذلك تبحث عن مدربك الداخلي بدلاً من الناقد الداخلي.

بهذه التقنية البسيطة يكمن الفرق الكبير بين تطوير الحوار الذاتي للارتقاء بالذات وبين الانسحاب للعزلة، لأن الأولى تحررك والثانية تقيّدك.

فالقدرة على خلق “مسافة نفسية إيجابية” مع ذاتك، تفسح المجال لمزيد من التفكير بشكل أوضح وأقل انفعالاً متحوّلاً هذا الحوار الداخلي إلى أعمق أشكال التواصل.

آخر الأخبار
خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب" سوريا تفتح نوافذ التعاون العربي عبر "معرض النسيج الدولي 2026"  رفع العقوبات إنجاز دبلوماسي يعيد لسوريا مكانتها ودورها الإقليمي دعماً للإعمار.. نقابة المهندسين تؤجل زيادة تكاليف البناء من التهميش إلى التأثير.. الدبلوماسية السورية تنتصر  متبرع يقدم جهازي "حاقن آلي" وتنفس اصطناعي لمستشفى الصنمين بدرعا  حملة شاملة لترحيل القمامة من مكب "عين العصافير"  بحلب بين دعم واشنطن وامتناع بكين.. الرحلة الاستراتيجية لسوريا بعد القرار "2799" ما بعد القرار "2799".. كيف قلب "مجلس الأمن" صفحة علاقة العالم مع سوريا؟  خبير اقتصادي ينبه من تداعيات التّحول إلى "الريعية"  قرار مجلس الأمن وفتح أبواب "البيت الأبيض".. تحول استراتيجي في الدبلوماسية السورية  كيف حول الرئيس الشرع رؤية واشنطن من فرض العقوبات إلى المطالبة برفعها؟ ٥ آلاف ميغا واط كهرباء تعزز الإنتاج وتحفز النمو  المعرض الدولي لقطع غيار السيارات.. رسالة نحو المنافسة باستخدام أحدث التقنيات   "صحة وضحكة" .. مبادرة توعوية لتعزيز النظافة الشخصية عند الأطفال من رماد الصراع إلى أفق المناخ.. فلسفة العودة السورية للمحافل الدولية  إنجاز دبلوماسي جديد لسوريا في مجلس الأمن  الرئيس الشرع  في قمة (COP30)  :  إرادة الشعوب قادرة على تجاوز كل التحديات مهما عظمت   "  الخارجية " لـ"الثورة".. مجلس الأمن يعقد جلسة طارئة لرفع العقوبات  "روح الشام" دعم المشاريع الصغيرة وربطها بالأعمال الخيرية